كتب مصطفى فحص.. سوريا وجناية أوباما

كتب مصطفى فحص.. سوريا وجناية أوباما
سوريا في المانشيت | 28 أبريل 2016

دخل باراك أوباما إلى البيت الأبيض يحمل جائزة نوبل للسلام، ويستعد لمغادرته، وهو يتحمل مسؤولية الجزء الأكبر من الهولوكوست السوري، بعد أن أمعن طيلة 5 سنوات في افتعال المبررات لقراراته بعدم مساعدة الشعب السوري في التخلص من بشار الأسد، وتعمده تعطيل المنظومة العربية والإقليمية والأوروبية، التي توافقت على ضرورة إنهاء المأساة السورية، ورحيل النظام منذ انطلاق ثورة الشعب السوري.

وعندما فشل التدخل الإيراني في حماية الأسد، عبر عشرات الآلاف من الميليشيات الطائفية، التي أرسلتها طهران إلى سوريا من دون أي اعتراض جدي من ساكن البيت الأبيض، وجد باراك أوباما في التدخل الروسي ضالته، فاستغله لعله يتمكن من خلاله من فرض منطقه للحل، الذي قام أساسا على تسوية لا غالب ولا مغلوب، وهي في جوهرها تسوية لا تنتج سوى تغيير في الشكل وليس في المضمون، بهدف الحفاظ على مهمة نظام آل الأسد، حتى ولو غابوا عن قيادته، وهي المهمة المتوافق عليها دولًيا، وتقوم على ضمان حماية أمن إسرائيل، وفي الوقت نفسه تنفيذ المهمة المستجدة بالنسبة لأوباما، وهي الحفاظ على المصالح الإيرانية في سوريا، فترك لطائرات الـ«سوخوي» أن تصيغ واقًعا ميدانًيا لصالح الأسد وميليشياته الإيرانية.

في حين مارست الدبلوماسية الأميركية واحدة من أكبر سياسات التخفي خلف إصبعها، وانصاعت دون قيد أو شرط للمطالب الروسية، فتمكنت موسكو من تمرير أسوأ القرارات الدولية بشأن سوريا في مجلس الأمن بالتوافق مع واشنطن، قرارات أعطت الفرصة للمبعوث الدولي دي ميستورا من أجل محاولة الالتفاف على قرارات «جنيف 1» و«2»، وطرح تفسيرات جديدة للمرحلة الانتقالية، وهذا ما كشفت عنه الوثائق السرية المسربة أخيًرا، التي قدمها إلى مجلس الأمن منذ عدة أشهر، والتي عرفت بـ«مسودة الأطر التنفيذية لبيان جنيف»، وتنص الفقرة 51 منها على وجود مرحلة تحضيرية، يسمح فيها ضمنًيا باحتمال استمرار الأسد في ممارسة بعض المهام خلال هذه الفترة، على الرغم من أن المسؤوليات العسكرية والأمنية ستتولاها منذ البداية هيئة الحكم الانتقالي، التي رفضتها المعارضة السورية والدول الإقليمية الداعمة لها في حينها، مما دفع دي ميستورا إلى حذفها من الوثيقة المسربة، وإبقاء مصير الأسد غامًضا عبر نص جديد يذكر فيه الصلاحيات البروتوكولية للرئيس.

وفي صحف اليوم نقرأ أيضاً: كتب باسل الحاج جاسم في صحيفة الحياة "المنطقة الآمنة لاتوقف الحرب لكنها ستجبر بشار الأسد على تفاوض جدي".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق