في حلقة "فوكس" لليوم، تستضيف سلافة لبابيدي، المخرجة إيناس حقي لمناقشة مقالها المنشور في موقع المكتب الإعلامي لقوى الثورة بعنوان "العنف والصورة"، والذي يتناول تأثير العنف على الذاكرة البصرية، كما تستضيف المصور الصحفي عمار عبد ربه للحديث عن تأثير الصورة العنيفة على ملتقطها، إضافة لمداخلة من المصور براء الحلبي، للحديث عن تجربته في نقل صور الحرب اليومية.
إيناس حقي، رأت أننا وصلنا إلى مرحلة مقلقة، فبعد أن كان للصور تأثيرٌ "رهيب" علينا، بات بوسعنا الجلوس وتناول الطعام أثناء مشاهدتنا صوراً دموية على الشاشة، تماما كما كنا نشاهد الأعمال الدرامية!، وذلك بعد أن أغرقنا النظام السوري بالعنف، إلى درجة تشوه فيها مفهومنا الخاص عن العنف ذاته.
وتابعت الكاتبة: "كمخرجة أجد نفسي أمام تحدٍ صعب مستقبلاً، مالذي يمكن تقديمه للشماهد الذي رأى كل هذا العنف وكل هذي الدموية؟ كيف يمكن أن نؤدي مهمتنا الأساسية بإعادة انتاج هذي الصور؟ مالذي بقي كي نعرضه؟".
وعن الإشكالية التي تطرحها صور الضحايا، بين مؤيد لنشرها ورافض، تقول إيناس أنه في حالات مثل حالة صور "قيصر" المسربة لمعتقلين عذبوا حتى الموت، أو في حال المجازر المماثلة لمجرزة الحولة والتي قتل فيها أطفال ذبحاً بالسكاكين، "لايوجد خيار آخر سوى النشر! فرغم أن كثيرين يعترضون من باب حفظ كرامة الضحايا، لكن هذا الأمر ليس ورادا في الحالة السورية، ببساطة لأن هذا الكلام مقبول في حال وجود دولة تقوم باستعادة حقوقهم، لكن في حالتنا النظام-الدولة هو من يقوم بالقتل!".
وتشرح إيناس: "وجد السوريون أنفسهم مضطرين لنشر الصور، لأن ليس لديهم أي طريقة أخرى للتوثيق، فكيف يمكن اثبات حدوث المجازر دون نشر صورها؟ هذي هي الطريقة الوحيدة الممكنة لحفظ حقوق الضحايا"، وأشارت إلى أن موضوع الصور يهدد على المدى البعيد باستمرار الأحقاد.
وعن دخول تنظيم "داعش" وإصداراته إلى صورة العنف الحالية، قالت الكاتبة: "الفرق الوحيد بين النظام السوري وداعش هو العلانية، إذ أن التنظيم ينشر صوره علانية، بينما يقوم النظام بإخفاء جرائمه، في أقبية المعتقلات".
كما شرحت إيناس كم سكون من الصعب مستقبلا تناول مواضيع مثل موضوع تعذيب المعتقلين، الذي يحوي كماً من العنف لايمكن للمشاهد احتماله، لذا يجب البحث كثيرا والتفكير مطولا بالمقاربات الممكنة لإعادة انتاج هذي القصص، بحيث تنصف الضحايا.
ما هي المعايير الأخلاقية التي ينبغي تعلمها لمن سيخوض مجال التصوير، برأي المصور الصحفي عمار عبد ربه؟ ومامدى الضرر النفسي الذي يلحق بمصور الحروب، وهل يشفى من التجربة التي يعيشها؟.. الإجابات في حلقة اليوم، مع سلافة لبابيدي.