لا تجري الرياح السورية وفق ما تشتهيه سفن "حزب الله" وإيران من خلفه. كل المعطيات تتفاقم لتفوق قدرته على التحمّل. حتى بعد إدخال إيران لجيشها الرسمي إلى سوريا، بآلاف العناصر والضباط، لا تزال الأمور تتفلت من بين أيديها وأيدي حلفائها. كل ما يحكى عن الحلّ السياسي لسوريا، والإتفاق الدولي على صيغة المرحلة الإنتقالية، لا يبدو أن لطهران علاقة به، لا بل هناك من يستبعدها من الصيغة التقريرية، للمستقبل السوري.
خلال أسبوعين متتاليين، تلقت إيران والقوى المتحالفة معها ضربتين متتاليتين في حلب، خسروا خلالها عشرات القتلى الى جانب خسارتهم مناطق معينة، حتى بعد الإستعانة الإيرانية بالقبعات الخضر، بساعات قليلة تلقّت هذه القوات ضربة موجعة في تلّة العيس ما ادى إلى مقتل عدد من ضباط وعناصر الجيش الإيراني، ومن عناصر "حزب الله" بالإضافة إلى أسر عنصر جديد للحزب يدعى محمد ياسين من بلدة مجدل سلم الجنوبية.
الذي يؤكد عليه ربيع هو ان "حزب الله" وقع بين بين فكي كماشة، لم يعد باستطاعته التقدّم ولا التراجع، وأن الوضع أكبر بكثير من قدرة الحزب على التحمّل، لأن الدخول إلى العمق السوري، جعله يخسر بذلك نخبة عناصره وقوته.
عن المفاوضات الدولية حول سوريا، يرى الكاتب أن هناك اتفاق أساسي وأصبح واضحاً ومعمماً بين الدول الكبرى المتمثلة بروسيا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وصيغة هذا الإتفاق أعلمت بها الدول الإقليمية ومن بينها دول الخليج وإيران، لكن طهران ترفض هذا الحلّ السياسي إلا وفقاً لما تراه مناسباً لمصالحها، ولذلك فإن نظرة إيران لحلّ الأمور يتلخّص بتحقيق نصر عسكري كبير في منطقة أساسية من مناطق سوريا، على ان تفرض نتائج هذه المعركة وجه الحلّ السياسي.
إيران تريد تحقيق نصر في حلب، لاعتبارها العاصمة الثانية لسوريا، وبالتالي منها يمكن فرض الحل السياسي الذي تريده، لانها تعتبر ان نصرها يعني سحق المعارضة، وحصرها في إدلب فقط، بعد السيطرة على حمص ومحيطها ودمشق ومحيطها، فيما وتؤيبقى الشرق السوري منسياً بانتظار التدخل الدولي للإطاحة بتنظيم داعش. وعليه تلفت مصادر "المدن" إلى ان حزب الله ومن خلفه إيران يعززان وجودهما في حلب وتحديداً من منطقة حندرات بغية التقدم والتوسع أكثر.
وفي صحف اليوم نقرأ أيضاً: كتب حسام عيتاني في صحيفة الحياة عن "ديموقراطية الأسد وخصومه".