في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الشابة ريم فاضل، من أوائل الفتيات اللواتي تظاهرن واعتقلنّ في مدينة حلب، للتحدث عن ذكريات الثورة والاعتقال، ومشاركة الفتيات فيها.
ريم قالت إن النظام راهن كثيراً على أن تبقى حلب تحت سيطرته، لذا كان يتعامل بحذر شديد، خاصة مع الفتيات خشية أن يتحرك الحلبيون ضده، لذا شاركت الفتيات بأعداد كبيرة في مظاهرات الجامعة، وكن يقمن بتخليص الشبان من من عناصر حفظ النظام، أو يقومون بتهريبهم بعد المظاهرات، واستمر الأمر على هذا النحو حتى دخول الجيش الحر في 2012، والذي كان أشبه بانقلاب بالنسبة للمشاركين بالثورة.
اقرأ أيضاً: محمد العبد لله: مسرحية تدمر بين النظام وداعش رديئة النص والإخراج
شرحت ريم كيف أن دخول الجيش الحر أتى بعد أن قصف النظام السوري ريف حلب بشكل عنيف، وقسمت حلب الى مناطق "محررة" و"نظام"، وصار بإمكان الناشطين الذهاب إلى "المحرر" عن طريق معبر بستان القصر، للمشاركة بالمظاهرات والحراك المدني ورفع اللافتات التي يريدونها، وتصف تلك الفترة بأنها من "أفضل الفترات".
تتذكر ريم حادثة اعتقالها في شهر 12-2013، كانت نائمة حين سمعت في الفجر طرقات على باب المنزل، وتروي كيف قامت والدتها بمماطلة عناصر الأمن، إلى أن قامت هي باخفاء حاسوبها الشخصي وهاتفها، ثم ادعت النوم، ودخل العناصر الى الغرفة واعتقلوها دون أن يسمحوا لها بتبديل ثيابها.
طوال الطريق كانت ريم تتساءل إلى أين سيأخذونها، لم تتوقع أبدا أن يأخذوها إلى فرع الجوية، بقيت هناك لشهرين ونصف، وكانت مع خمسة فتيات أخريات من أوائل الفتيات اللواتي يتم اعتقالهن في حلب، حتى أن عناصر الفرع كانوا لا يعرفون كيف يتعاملون معهن، وبعد فرع الجوية جرى تحويلها الى فرع الأمن السياسي وبعدها الى فرع الأمن الجنائي، واتهموها بعدة أمور من بينها نقل السلاح لـ "الإرهابيين".
تذكر ريم عدة مواقف تتعلق بتعامل عائلتها مع اعتقالها، منها لحظة دخولها إلى المحكمة، بعد أن تم تحويلها إلى القضاء، وكيف صرخ والدها في وسط القاعة: "ارفعي رأسك، فأنتِ حرة"، كما تذكر يوم الإفراج عنها، وكيف استقبلها والدها مع الفتيات الأخريات بخمس وردات حمر: "أحضر أبي وردة حمراء لكل واحدة منا، كان مشهدا لا ينسى خارج قاعة المحكمة".