كتب غسان شربل.. ماذا فعلتَ في سورية؟

كتب غسان شربل.. ماذا فعلتَ في سورية؟
سوريا في المانشيت | 04 أبريل 2016

أنت المسلح الغريب الذي وفدتَ إلى سورية. بمبادرة شخصية أو حزبية. بتسهيل أو تشجيع أو دعوة. وتذرّعت بالجهاد ضد الكفار، أو إنقاذ الممانعة والحرب على التكفيريين. أقول الغريب وأقصد ما أقول. هذه ليست بلادك. وعظام أجدادك لا تنام فيها. وهي أصلاً ليست مشاعاً للعابرين، ولا للمقاتلين الجوّالين.

سورية ليست خطأً جغرافياً، وجذورها ضاربة في التاريخ، وملكيتها ليست غامضة أو ملتبسة. إنها للسوريين. مهما اقتتلوا ومهما تذابحوا. وقدرها أن ترجع ذات يوم إلى ملاّكها الأصليين. ولا بد للغريب أن يغادرها، مهما طالت إقامته، ومهما تعاظمت ارتكاباته.

هذه ليست بلادك. مهما أوردتَ من الذرائع. لا يحق لك ان تمسك بعنقها ومصيرها. وأن ترسم ملامح مستقبلها. لا يخدعنك أنها مستباحة اليوم. وتبدو يتيمة، مكسورة ومستضعفة. لا تتذرّع ببراميل النظام لتبرير إقامتك. ولا تتوهّم القدرة على البقاء بسبب أهوال التكفيريين. ذات يوم ستجمع أوهامك وتغادر.

انتَ المسلح الغريب. سواء جئت من الشيشان، أو داغستان، أو أفغانستان. سواء جئت من المغرب العربي أم من الخليج، وسواء جئت من إيران أو العراق أو لبنان. لا يتّسع هذا المكان لسرد كل الهويات واللغات واللهجات التي تطفو اليوم فوق بحيرة الدم السورية.

وتتابعون أيضاً: سوريا في "قره باغ"، فرنسا ربحت الخليج.. هل تخسر سوريا ولبنان؟.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق