كتب باسل العودات.. أجلوا معارككم

كتب باسل العودات.. أجلوا معارككم
سوريا في المانشيت | 02 أبريل 2016

من المعروف أن الفوضى تأكل الثورات، وكذلك يفعل غياب الرؤية والتعصب الإيديولوجي والقومي الأعمى والتشتت واختلاط الأولويات، كما أن اعتقاد كل مشارك في الثورة أنه اللاعب الأهم والمخطط الأبرع والمايسترو النادر، يؤدي إلى تدمير الثورة لا تآكلها فحسب. الثورة السورية مُهدّدة بهذا التآكل، ليس بسبب قوة النظام أو نجاعة استراتيجياته أو فطنته وحنكته، فهذا أمر غير متوافر، بل بسبب خلافات قسم من المعارضة وفقدانها التركيز، ومضيّها في رحلة الانحراف عن الأهداف الأساسية للثورة، ممن أفسدتهم الأنانية، وأعمتهم الإيديولوجيات، وسحرهم الحلم القومي، فاعتقدوا أنه يمكن لهم اقتسام جلد الدب قبل اصطياده.

خلال خمس سنوات، تبدّل همّ بعض العلمانيين من مناوئي النظام، يساريين كانوا أم ليبراليين، من مساندين لثورة تُطالب بالكرامة والحرية والعدالة للجميع، إلى محاربين لإثبات صحّة نظرياتهم العلمانية الجزئية والشاملة، فاشترطوا مسبقاً تطبيق آخر مراحل الدولة العلمانية في سورية المُنتظرة، وصارت أهداف الثورة الأصلية بالنسبة لهم هامشية، ومعركتهم الرئيسية ضد الإسلاميين والمتأسلمين وما بينهما، وتناسوا أن الشعب منذ بداية ثورته قال إن شكل سورية ومستقبلها يحدده السوريون مجتمعون.

بالمقابل، تحوّل دور الكثير من رجال الدين والجماعات الإسلامية من داعمين للثورة ومرشدين أخلاقيين لها إلى مُنظّرين سلفيّين همّهم تكفير أولئك العلمانيين ودحض نظرياتهم، فاستخدموا لإقناعهم الحجّة والشريعة وصولاً الى حد الاقتتال، وصار همّهم الأول إثبات نجاعة عدم فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية، وترسيخ ما يقولون إنه شرع الله، وتدريجياً صارت أهداف الثورة بالنسبة لهم أهدافاً ثانوية، بل حجّة مُساعِدة لإطلاق معركة رئيسية هدفها الجهاد للوصول بسوريا إلى دولة ذات طابع إسلامي.

وفي جولة الصحافة لليوم: كتب سمير العيطة في السفير "تدمر والسلوك الحضاري"، وكتبت سوسن جميل حسن في العربي الجديد "ماذا لو لفقنا كذبة الى ديمستورا؟".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق