في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الصحفي السوري "محمد العبد لله"، والذي عمل مديراً للمكتب الإعلامي للحكومة المؤقتة، ومراسلاً لقناة الجزيرة في دمشق والعراق وبلغاريا، ويمتلك خبرة 40 عاماً في الصحافة والإعلام.
"محمد العبد لله" قال إن الصحافة هي فعل إبداعي أولاً ونص ثانياً، وإن لم يمتلك المرء هاتين المهارتين فلا يمكنه أن يكون صحفياً ناجحاً، لأن الصحافة تندرج تحت قائمة "المهن الإبداعية"، وأشار إلى أن وسائل الاعلام المرئية، شجعت انتشار هذا النوع من الصحفيين الذين لا يتمتعون بأي من الشروط أو المهارات الصحفية الأساسية، إذ يجب على من يعمل في هذا المجال أن يمتلك مهارات الكتابة والحس الصحفي والقدرة على مقاربة المواضيع مقاربة صحفية، وهذا أمر لا يمكن للجميع فعله، إضافة لامتلاك أرضية فكرية ورؤية وقدرة على التحليل، وإعادة تركيب القصة كقصة صحفية.
اقرأ أيضاً: بسام الأحمد: إن جرت استفتاءات في سوريا فسأختار الفيدرالية
ورأى "العبد لله"، خلال الحلقة أن الموضوعية هي الشرط الأساسي للمهنية في العمل الصحفي والاعلامي، وأن لا ينجرف الإعلام في الانفعالات، كما حدث مؤخراً مع قضية خطف الطائرة المصرية، فلا يمكن أن ينشغل الإعلام لأكثر من يومين في قضية كقضية خطف الطائرة، و"يصيب المتابع بالضجر!"، على حد تعبيره.
وأما عن رأيه في القنوات التلفزيونية الإخبارية الموجودة حالياً، فأجاب أنه عادة ما يتابع قناة "فرانس 24"، لأنها تتمتع بقدر من المهنية، لا يجده في غيرها من القنوات الإخبارية.
"العبد لله" أكد أنه لا يمكن المقارنة بين إعلام النظام السوري والحكومة السورية المؤقتة، واصفاً الحكومة المؤقتة بأنها "كيان دوريش وليس لديه إعلام"، وذكر أنه بدأ عمله فيها عام 2014، بهدف تأسيس حالة إعلامية احترافية للمعارضة، خاصة مع وجود ملاحظات كبيرة على أدائها الإعلامي، ولكن اكتشف مع الوقت أنه لا يوجد قابلية على الإطلاق للتطور، لأنه ليس لدى الائتلاف ولا الحكومة المؤقتة رغبة بوجود إعلام احترافي، ومفهوم الإعلام لا زال يقتصر بالنسبة إليهم "الظهور على التلفاز".
وعن سيطرة النظام السوري على تدمر مؤخراً وردود الفعل الدولية، قال العبد لله إن "مسرحية تدمر بين النظام وداعش رديئة النص والإخراج"، لأنها تشبه ما يحدث حين يذهب المرء لمشاهدة مسرحية فيكتشف الحبكة من المشهد الأول، ويغادر، إذ أن النظام كان يمهد لهذه "المسرحية" منذ البداية، واختار تدمر بالذات لأنه يعلم مدى شهرتها في الخارج، ونوه إلى أنه لم يعد خافياً على أحد أن النظام مهد الطريق أمام تنظيم "داعش" كي يسيطر عليها منذ البداية، عدا أن سيطرة التنظيم وقعت بالتزامن مع معارك النظام والمعارضة شمال سوريا، والتي جعلته يحتاج إلى المزيد من قواته، لذا قام بنقلها في ذلك الحين من تدمر إلى الشمال.
وأشار العبد الله إلى أن رئيس النظام السوري "بشار الأسد" اعتاد استثمار تدمر من قبل، في زياراته المتكررة إليها برفقة "أسماء الأسد"، في سياق الترويج لنفسه كرئيس شاب حضاري ومثقف، يرتدي الـ "تي شيرت".