لماذا لم تنتصر الثورة السورية بعد خمس سنوات من النزيف والتضحيات؟ سؤال مُلحّ، على الأقلّ في ضوء هول العنف الذي شهدته وعدد الضحايا وتدمير مدن بأكملها وتهجير ثلثي السكان إلى خارج الوطن أو إلى مناطق فيه، والقيام بعمليات تطهير عرقي في بعض المواقع! الثمن باهظ، ولا تلوح في الأفق بارقة أمل رغم جولتي التفاوض في جنيف.
سأكون مجازفاً بعض الشيء وأدّعي أن الثورة كانت ستنتصر في نهاية عامها الثالث لو أنه تمّ تزويد الثوار، حتى في فصائلهم العلمانية المعتدلة فقط، بمنظومتي سلاح متطورتين، الأولى مُضادة للدروع والثانية مضادة للطائرات، ولو تلك المحمولة على الكتف. لو أن فصائل من الثوار امتلكت هذين السلاحين كانت الثورة انتصرت ليس فقط على النظام بل على داعش، لأنها كانت ستقطع الطريق عليها. لكن ينبغي تأكيد أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة منع تسليح الثورة بهاتين المنظومتين، في إطار مناورات الولايات المتحدة لضبط نار الثورة وتكريسها خدمة لمصالحها في المنطقة وخارجها. وأرجّح أن الإدارة الأميركية منعت حلفاء الثورة من العرب أن يفعلوا ذلك (التسليح النوعي) وضغطت عليهم كي لا يكون تدخلهم أبعد من التدخّل الأميركي!
وتتابعون أيضاً: الفيدرالية واللامركزية في سورية الجديدة، هل صمت دي ميستورا.. لحيادية أم لقطب مخفيه..!؟.