في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الناشط الحقوقي "بسام الأحمد"، والمدير السابق لمركز توثيق الانتهاكات، وهو خريج جامعة دمشق، أدب عربي، والحاصل على زمالة من جامعة "سيركيوس" كلية ماكسويل، في الشؤون العامة والمواطنة.
بسام الأحمد قال إنه عمل كمتحدث رسمي ومسؤول فريق التقارير والأبحاث الدورية في المركز، الذي تأسس في نيسان 2011 على يد الناشطة والمحامية رزان زيتونة، وبدأ عمله في توثيق قتلى المظاهرات السلمية، وقتلى جيش النظام السوري وعناصر الشرطة، إضافة لتوثيق أسماء المعتقلين الذين جرى اعتقالهم بشكل عشوائي من قبل عناصر الأمن والمخابرات السورية، ولاحقا توسع عمله وأصبح يوثق المفقودين والمخطوفين في مناطق سيطرة المعارضة، وانتهاكات الجهات غير الرسمية، مع تحول الثورة إلى نزاعٍ مسلح.
اقرأ أيضاً: عماد نجار: هل كان الهدف هو الثورة أم بناء وطن؟
وعن طريقة عمل المركز، شرح الأحمد كيف أنّ المعلومات التي تصل كان يجري مقاطعتها مع عدة مصادر، خاصة المراسلين الميدانيين الموجودين على الأرض، وهي مصادر مهمة وأساسية في التحقق من المعلومة، مع وجود شح في المعلومات وانتشار حالة من عدم المهنية بين النشطاء والإعلاميين في الداخل، لذا بات ضروريا التحقق بأكثر من طريقة منها مراسلي المركز، ولقاء أهالي الضحايا، والوصول للمشافي الميدانية والحصول على المعلومات من الأطباء والمحامين، في سبيل الوصول للمصدر الأساسي، وعلى سبيل المثال، كان إعداد التقارير يعتمد بشكل رئيسي على شهود العيان.
الأحمد أوضح أن العمل في توثيق الانتهاكات اصبح صعب فأصعب بعد أن زادت أطراف النزاع، بينما في السابق كان النظام السوري هو الذي يقتل ويعتقل، ولكن لاحقا برزت فصائل ارتكبت انتهاكات أيضاً، أبرزها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، الذي اعتقل لوحده نحو 300 ناشط في الرقة وحلب، كما وقعت حوادث خطف وتعذيب لناشطين في مناطق عدة خاضعة لسيطرة المعارضة، مثل اختطاف رزان زيتونة وسميرة الخليل، وناظم حمادي ووائل حمادة، والذي وصفه بـ "ضربة كبيرة" للعمل المدني وعمل المركز بشكل خاص وليس انتكاسة فحسب، إضافة إلى أن الوصول إلى المعلومات بات أصعب مع انقطاع الكهرباء والانترنت، عدا عن أن الناشطين الذين كانوا يعملون في هذا المجال وصلوا الى حالة من الإرهاق والتعب، والكثير منهم غادروا سوريا.
الأحمد أشار أيضاً، إلى أن الصعوبة في توثيق الانتهاكات تختلف من مكان لآخر، وأضاف أن العمل في المناطق الخاضعة لتنظيم "داعش" اصعب بكثير من مناطق سيطرة النظام، لا لأن النظام يتمتع بحرية أكبر، فالنظام اعتقل الكثيرين ومناطقه خطرة، وكذلك مناطق الإدارة الذاتية، بل لأن الوصول إلى الإنترنت متاح أكثر وهناك إمكانية لتسريب المعلومات والصور، كما أن الناشطين أصبحوا يعرفون ذهنية النظام وطريقة التعامل معه، في حين تضيق "داعش" بشكل خانق على أي عملية حصول على معلومات، وشدد على أن عمل المركز يتم وفقا للقانون الدولي للنزاعات المسلحة، وليس بشكل سياسي، ولكن هذا لا يمنع أن يتم استغلال هذه المعلومات لأهداف سياسية، الأمر الذي لا يستطيع المركز منعه من الحدوث.
الأحمد قال إن موقفه المؤيد للفيدرالية ليس له علاقة باستقالته من المركز، كما أنه عمل بنفسه على تقرير توثيق انتهاكات قوات الحماية المشتركة في تل أبيض، وأكد أن لديه ألف تحفظ على شكل وتوقيت إعلان الفيدرالية الذي جرى مؤخراً، لكن في حال تمّ الأمر بطريقة مختلفة عبر استفتاء فسيختار الفيدرالية، وأضاف أنّ هناك خلط كبير بين الفيدرالية والتقسيم، بسبب غياب الحوار بين السوريين.