كتب بيتر فوستر.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا تكشف عن عجزها الواضح

كتب بيتر فوستر..  صفقة الاتحاد الأوروبي مع تركيا تكشف عن عجزها الواضح

لقِّبت أنجيلا ميركل بـ”سيدة أوروبا الحديدية” في مقارنة سطحية إلى حد ما مع المرأة الحديدية البريطانية الأصلية استندت في جزء كبير منها إلى واقع أن المستشارة الألمانية سياسية ترأس ألمانيا منذ مدة طويلة وقد بدأت حياتها كعالمة كيمياء.

ولكن مع تفاقم أزمة المهاجرين الأوروبية المحتّم، اكتسبت هذه المقارنة مبرراً جديداً، بما أن ميركل تزداد انفصالاً عن الواقع على الأرض: فتبدو هذه الشخصية التي كانت تشع هدوءاً وقوة من قبل معزولة وحادة.

لنتأمل المجلس الأوروبي حيث يُفترض أن يتفق قادة الاتحاد الأوروبي على صفقة مع تركيا تُرحَّل بموجبها أعداد كبيرة من اللاجئين من الجزر اليونانية مقابل قبول أوروبا باستقبال العدد ذاته من اللاجئين من مخيمات اللاجئين التركية مباشرة.

لكن أوروبا لا تزال بعيدة كل البعد عن التوصل إلى الحلّ الذي كانت ميركل تحاول فرضه على الدول الأعضاء منذ نحو سنة (وتخفق بوضوح)، فبعد مرور ستة أشهر على إعلان المفوضية الأوروبية “صفقة” أخرى لتوزيع 160 ألف لاجئ في أوروبا، أقرت بأسى قبل أيام أنها نجحت بالقيام بـ937 عملية نقل فقط حتى اليوم.

لكن هذا الإخفاق المريع لم يردع ميركل، التي مضت قدماً وعقدت بمفردها تقريباً “صفقة” مع تركيا تعِد بنقل لاجئين إلى أوروبا قد تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف سنوياً، وجاءت هذه الصفقة رغم رفض دول أوروبا الشرقية القاطع استقبال لاجئ واحد وإعلان فرنسا أنها لن تستقبل أكثر من الثلاثين ألف لاجئ الذين سبق أن حددتهم، مما يعني أن “ائتلاف الدول المستعدة” غير المتكافئ سيقتصر على ألمانيا وربما السويد وهولندا.

إلا أن انفصال ميركل عن الواقع لا يقف عند هذا الحد، فحتى قبل التوقيع على خطتها لوضع اللاجئين على مراكب وإعادتهم إلى تركيا، أعلنت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها غير قانونية، بما أن اتفاقية جنيف تنص على أن لكل لاجئ الحق في طلب اللجوء شخصياً.

وفي صحف اليوم ايضاً نقرأ: كتبت موناليزا فريحة في صحيفة النهار "بوتين بين سوريا 12 مليار"، وكتب عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط  "سوريا وفكرة وقف الحرب".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق