كتب محمد برهومة.. أوباما بين دول الخليج وإيران

كتب محمد برهومة.. أوباما بين دول الخليج وإيران

في حال صَحّتْ الأحاديث والتسريبات من واشنطن التي تفيد بأن الرئيس أوباما سيسعى لإقناع قادة «مجلس التعاون» الخليجي ببدء حوار مع إيران في القمة الخليجية - الأميركية المرتقبة في الرياض الشهر المقبل، والتي يحلّ أوباما ضيفاً عليها، فإن هذا مدعاة لأخذ الأمر بمزيد من الجدية والاهتمام.

فالمؤكد أنّ لا أحد عاقلاً يريد للصراعات والاقتتال في المنطقة أنْ تستمر. والخلافات الخليجية - الإيرانية، كما تؤكد المبادرة القطرية، «سياسية وليست مذهبية»، وليس ثمة دولة خليجية تريد لهذا الخلاف السياسي أن يتحوّل إلى خلافٍ وجوديّ. صحيح أن ثمة امتعاضاً خليجياً من كلام أوباما في «ذي أتلانتك»، وأن نخباً خليجية رأت في دعوة أوباما السعودية وإيران إلى اقتسام الشرق الأوسط «لمسة استعمارية»، وأن ليس من حق الرياض وطهران «صنع يالطا جديدة» لاقتسام المنطقة، كما يرى جمال خاشقجي، لكنّ هذا لا يمنع دراسة احتمالات الحوار ومدى جديته وصدق الجانب الإيراني في طرحه والاستجابة لشروطه ومتطلباته للنجاح الفعلي. وفي حال توافرت هذه الأرضية من جانب إيران، وهي ضرورية لإرساء أجواء الثقة المتبادلة، وبضمانة الضيف الأميركي، فإن الجانب الخليجي لا يعدم الاستجابة اللينة لهذه الطروحات. وقد أعلن عادل الجبير في اختتام اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الأخير، أن بلاده لا تمانع في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع إيران، إذا غيّرت الأخيرة سياساتها «الطائفية»، وتوقفت عن التدخل في شؤون دول المنطقة. وقال: «لنكن واضحين وصريحين، عندما تتغير السياسة، ستتحسن العلاقة في شكل إيجابي». وكان الأمير تركي الفيصل ذكر أن الرياض مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع إيران، بشرط أن تبدي طهران رغبتها في سحب قواتها من سورية.

وتتابعون أيضاً: من مهاباد.. إلى «روج آفا» خطأ الحسابات، و"فايننشال تايمز" ساخرة : امرأة سورية ضريرة "تهدد أمن المجر".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق