كتبت نسرين مرعب.. هذا ما فعله حافظ الأسد في مدينتي

كتبت نسرين مرعب.. هذا ما فعله حافظ الأسد في مدينتي

في الذكرى الخامسة لانطلاقة الثورة السورية المباركة والمضطهدة من العالم أجمع، اريد ان استعرض ما فعله نظام الوصاية السوري في مدينتي، قلّة هم من يعلمون عن مجازر النظام السوري في طرابلس، قلّة من يتحدثون عن الصور البشعة وعن القتل الهمجي والجماعي، فلا أحد يريد أن يتذكر مشهد القتلى على الطرقات والتنكيل بالجثث وتعليق الأجساد بالأعمدة كأنّها لا تعود لإنسان.

عهد الوصاية السوري الفاشي وإن تبدد عن لبنان وعن شماله إلا أنّه فرض على أفواه الكثيرين قفلاً أبدياً، فحتى اللحظة لا يزال هناك مراحل دموية من صنائع النظام الطاغي يخشى البعض التحدث بها، ويمرون عليها بغصة وخوف وريبة..

للأسف، رحلت الوصاية مخلفة وراءها الخوف من سجونها القديمة ومن آليات التعذيب اللا إنسانية، من الذي كانوا ينادونه “سيدي” ومن خفايا الفرع ورائحة الجراح المتعفنة ورائحة الجثث والمحقق “اللا – آدمي”!

طرابلس، أستطيع أن أرى بها كل هذه الصور المأساوية التي علقت بذاكرتي ممّن شاهدوها وعايشوها، حينما أجد أحد المعتدلين المثقفين يقول لنا “اتركوا الأسد ربنا بيحاسبه”، ولكن هل يعلم هؤلاء أنّ الرب لم يقل لنا أن نترك الطاغية ليستزيد في طغيانه، لم يقل لنا أن نسكت عن الباطل حتى يتساوى والحق، لم يقل لنا أن نكون شهداء زور عن الجرائم الأكثر من تكفيرية.

النظام لم يرحم هذا الشمال في الحرب الأهلية، اعتقالات تعسفية، حظر تجوال في المدينة، وذلّ ومهانة وتشبيح…

هذا النظام نفسه الذي لم يجد إلا المجازر الجماعية للقضاء على المقاومة الشعبية الطرابلسية وهي مقاومة “أبو عربي” التي خرجت في الثمانينات، فحشد النظام أنصاره من اللبنانيين “النظاميين” واقتحم باب التبانة عنوة غير مميز الرجال عن النساء والأطفال لتكون حصيلة تلك المجزرة أكثر من 500 قتيلاً.

500 قتيلاً، لا يعلم بهم الإعلام ولا يتحدث عنهم حتى أهالي المدينة خوفاً من تكرار الصور والسيناريو.

وفي صحف اليوم أيضاً نقرأ: كتب عبد الوهاب بدرخان في النهار: الانسحاب الروسي اشارات وحسابات، وكتب خليل المقداد: هافينغتون بوست عربي  حقيقة قرار بوتين الانسحاب من سوريا.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق