في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف المخرج والكاتب السوري عماد النجار، الذي عمل سابقاً كممثل في العديد من الأعمال التلفزيونية، وكتب في الصحافة منذ الـ 2000 لـ 2006، ثم اتجه للتأليف الإذاعي، وقدم برنامج "بعيداً عن الشهرة" على إذاعة دمشق، واستمر من الـ 2006 حتى 2011، إلى أن أوقف بشكلٍ قسري من قبل مدير الإذاعة دون أن يعرف السبب، فاتجه إلى الإخراج، وقدّم فيلما بعنوان "زواج خاص" تناول فيه موضوع الاغتصاب.
عماد تحدث عن موضوع الفساد في الوسط الفني السوري قبل الـ 2011، وقال إن حجمه في هذا الوسط كان أكبر من أي مجال آخر لكونه تحت الضوء، لذا التهافت عليه أكثر من بقية المجالات كالصحافة والأدب.
وأضاف النجار أن الفساد بالأساس ينخر مجتمعاتنا، وفي سوريا كان الفساد ممنهجا، فحين يكون المعلم بحاجة لـ 40 ألف كي يعيش مع عائلته وراتبه هو 15 ألفاً، فسيضطر حتما للحصول على المال عن طريق الدروس الخصوصية، وهي ممنوعة، وبذات الطريقة يحصل بائع الخضار على 40 ألف، وشرطي المرور يحصل أيضاً على 40 ألف عن طريق الرشوة، لذا كان لديه رأي وهو شرعنة الفساد، ولكن ذلك لم يكن ليحدث بسبب الحاجة لأن يظل لدى المواطن هذا الشعور بأنه فاسد وبأنه بحاجة لأن يخفي فساده، ويؤكد النجار أن المشكلة الأساسية برأيه هي عدم وجود رأسمال وطني حر.
اقرأ أيضاً: نصير شمه: ٩٩٪ من المراكب المحملة بالسوريين تغرق بفعل فاعل
ونوّه النجار بأنه لم يكن هناك أحد بمنأى عن الفساد قبل الثورة السورية، إلّا من كان في السجن أو مشفى المجانين، فعلى سبيل المثال لم يستطع هو شخصيا أن يستمر بمجال التمثيل وأن يترك بصمته فيه، بسبب الحاجة للقيام بتنازلات تدور في ثلاث أفلاك أساسية هي المخابرات، المال، والنساء، ولا يوجد في سوريا من وصل إلى الصف الأول بمجال التمثيل دون أن يقوم بأشياء من هذا القبيل، باستثناء قلة قليلة.
وأشار إلى أن كل العاملين في مجال الدراما والتلفزيون، لم يستطيعوا تقديم مشاريع تنويرية وتوعوية، على مدى أربعين وخمسين عاماً، بل اقتصر الأمر على البرامج الترفيهية أو السياسية الموجهة، والدليل هو الفشل الذي وصل السوريون إليه بعد الـ2011، والذي بيّن وجود أزمة أخلاقية فعلية.
وعن التهم التي توجه إليه بأنه أصبح "ضد الثورة"، قال النجار أنه اعتقل قبل الثورة السورية، وأوقف برنامجه الإذاعي أيضاً، وبين أن ما حصل في حالة الثورة السورية برأيه، هو الأمر ذاته الذي يحصل بمجتمعاتنا منذ ستة أو سبعة آلاف سنة، تخرج فكرة عظيمة ونبيلة، فنُمارس كل قذراتنا خلفها، على حد تعبيره، وحدث هذا الأمر في ظل كلمات مثل "وطن" و"بعث"، وأصبح المرء يتقزز حين يسمعها، واللوم برأي النجار يقع على الشعوب، وفقا للمقولة الإسلامية المعروفة "كما تكونون يولى عليكم"، لأنها لم تخرج من الفساد الذي كانت تعيشه قبل الثورة، ولا زالت المعارضة بعد خمسة سنوات ترفع ذات الشعارات، فهل كان الهدف فقط القيام بثورة أم بناء وطن؟، ولو نظرنا إلى أكبر تجمع للاجئين السوريين في مخيم الزعتري، لرأينا أن السوريين هناك لم يخرجوا في مظاهرات، لِمَ؟
وتحدث عماد النجار عن تركه مجال الصحافة وأبرز مشاكل الإعلام الثوري والمعارض، وأسباب سقوط شرعية المعارضة السورية.