ضيف حلقة "عتم الزنزانة" لليوم، المعتقل المفرج عنه الفلسطيني السوري أبو جهاد، من مخيم اليرموك في دمشق، يتحدث عن أهوال فرع الأمن العسكري (277)، المعروف باسم فرع المنطقة، بعد أن أمضى فيه سنة وسبعة أشهر، بتهمة اسعاف "المسلحين"، أي جرحى المعارضة الملسحة، رغم أنه في فترة اعتقاله، كان المخيم لايزال تحت سيطرة النظام السوري.
وعن الحياة داخل الفرع، يقول أبو جهاد أن صدمته الأولى كانت رؤيته للمعتقلين عراة فوق بعضهم البعض، بعضهم يصرخ وبعضهم الآخر يبدون وكأنهم مجانين، أما النوم في الفرع، يكون إما بطريقة "السيوف" أي النوم على طرف واحد، وكل شخصين متعاكسين، وتعتبر هذه الجلسة "رفاهية" مقارنة بجلسة "القطار" التي يجثي فيها المعتقل وساقاه مفتوحتان وركبتاه باتجاه صدره، ليجلس بينهما معتقل آخر، والصراع للبقاء كما يقول أبو جهاد، يتجسد في السجون.
يتابع أبو جهاد، أن المعتقلين الذين يموتون تحت التعذيب، كانوا يوضعون في "النفق"، بالقرب من الحمامات، "فوق بعضهم البعض"، وأوكلت له مهمة فحص المعتقل، والتأكد من أنه فارق الحياة، كما أنه رأى حالات قتل متعمد للمعتقلين باستخدام الأدوية.
وخلال فترة اعتقاله كان شاهداً على الكثير من حالات الموت تحت التعذيب، والذي شارك فيه "الشاويشية" أي المعتقلين المسؤولين عن ضبط ومراقبة بقية السجناء، وذكر كيف تسبب أحدهم ويدعى" أبو حيدر" بمقتل شاب يافع عمره 16 عاماً من القابون، بعد أن تلذذ بتعذيبه.
المزيد من التفاصيل عن عذابات المعتقلين في الفرع 277، في حلقة اليوم مع رويدة كنعان.