المقارنة بين النكبة الفلسطينية والنكبة السورية لها ما يسندها، وهي تفتح بالتأكيد المجال لفهم أعمق لطبيعة هاتين النكبتين. لكنها مقارنة لها حدودها أيضاً، لا بل أن ادراك حدود هذه المقارنة ضرورة أساسية للاستفادة منها، لما فيه الوصل بين عذابات الشعبين البلاد-شاميين، الفلسطيني والسوري، ولما فيه اعادة تأسيس فكرة حركة التحرر الوطني في النطاقين الفلسطيني والسوري.
التطورات الأخيرة، ميدانياً وسياسياً، للكارثة السورية، تدفع أكثر من ذي قبل للتمييز بين النكبتين مع المقارنة بينهما ورؤية المشترك بالطبع.
فبالنسبة للحجم البشري للتهجير الحاصل للسوريين، تعتبر النكبة السورية نكبة فلسطينية مضاعفة أضعافاً عديدة، وبالنسبة للحجم الزمني لشلال الدم، فاقت فظائع الحرب السورية كل ما سبق في المنطقة، وان كانت مغرية هنا مقارنة النزيف الدموي في حرب نظامية بالأساس، هي الحرب العراقية الإيرانية – انما المتوسعة تنكيلاً عرقياً ومذهبياً في الداخل العراقي، مع النزيف الدموي في حرب أهلية بالأساس، انما مؤطرة بالتدخلين الإيراني ثم الروسي، وبتدفق عشرات آلاف الجهاديين من الجهة المقابلة.
وتتابعون أيضاً: «الحرب الباردة» فوق سوريا.. ستبقى باردة، وأكراد وخرائط.