في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف الدكتور الياس وردة أستاذ وباحث في العلوم الفيزيائية بجامعة باريس أونز 11، وهو ابن منطقة السقيلبية بمحافظة حماة، والذي عمل في هيئة الطاقة النووية ثم انتقل إلى معهد الالكترونيات الأساسية في مركز البحوث العلمية، جنوب باريس.
حلم وردة بالعودة إلى سوريا بعد انتهاء دراسته ليعمل في مجال التطبيقات النووية السلمية، وطمح إلى تأسيس المشروع النووي السوري، ليفاجئ بتعيينه كأستاذ محاضر في جامعة اللاذقية في شروط سيئة وغير منصفة، ما جعله يعود إلى فرنسا ليعمل في مخبره إلى حين انطلاق الثورة السورية.
اقرأ أيضاً: حسين عكوش: هناك ما يجري في سوريا غير الحرب
عمل الدكتور وردة كوزير للطاقة والثروات المعدنية، في الحكومة السورية المؤقتة، ودافع عن الثورة السورية، وحاول تفعيل وإشراك البحث العلمي لخدمة المجتمع والثورة، ولكنه لم يلقَ تشجيعاً في المناخ الثوري السوري، المنشغل بالطبابة والإغاثة والسلاح.
تحدث الدكتور عن فترة عودته إلى سوريا، بعد أن أنهى دراسته في فرنسا، وهناك اصطدم بالروتين وعانى من تسلط حاشية النظام السوري على الحياة الجامعية، وخاصة في جامعة اللاذقية، إذ وقع صدام بينه وبين ابنة خالة بشار الأسد، وغيرها الكثير من المواقف التي حدثت معه خلال وجوده في سوريا، والتي رأى أنها تمس كرامة الإنسان، ما جعله يغادر بعد شهرين ونصف فقط، ويعود إلى فرنسا، ووصل إلى قناعة في ذلك الحين، بأن الإنسان حين لا يحيا بكرامة في وطنه فهذا يعني إما أن هذا الوطن ليس بوطنه أو أنه محتل ويجب تحريره، لذا يرى أن سوريا كانت محتلة، ولهذا السبب يعتبر الثورة السورية ثورة الكرامة قبل أن تكون ثورة الحرية.
بقي الدكتور وردة لـ 24 عاماً خارج سوريا، وكان يعمل حينها في أحد أكبر مخابر البحوث العلمية في أوروبا، حتى عام 2003، إلى أن دُعي في عام 2003، مع رئيس المخبر الذي يعمل فيه، لحضور مؤتمر عن "الميكو" وتقنية "النانو"، في مركز البحوث العلمية في دمشق، كي يقدم ندوة حول موضوع الضوء الإلكتروني، بصفته مواطناً فرنسيا وليس سورياً، وحصل على ضمانات كي لا يتعرض للاعتقال، ورغم ذلك حين وصل إلى سوريا برفقة باحث فرنسي آخر، طلب منه أمن المطار مراجعة القاضي العسكري في حماة كي يلغي حكم السجن الصادر بحقه!.
لم يتفاجئ وردة مما حصل في المطار، لأنه يعرف جيداً أن النظام السوري غير معتاد على احترام القانون، مثل جميع الأنظمة الدكتاتورية، بحسب تعبيره، خاصة بوجود "حافظ الأسد"، وأكد أن وجوده في الخارج لم يعزله عن سوريا، ومتابعة ما يجري فيها، بل حتى إن المسافة جعلت الرؤية أوضح بالنسبة له، وشدد الدكتور على أن الحديث عن سوريي الخارج والداخل هو أمر خاطئ جداً، فالاهتمام لأمر سوريا لا علاقة له أبدا بالمكان الذي يقيم فيه المرء.