كتب عمر قدور في المدن اليوم: بعد أول لقاء له بوفد نظام بشار، مساء الجمعة الماضي، أبلغ الموفد الدولي ممثلي الدول الغربية بأن اللقاء كان إيجابياً، وأشار على نحو خاص إلى أن وفد النظام يضم أربع نساء.من دون ان نعرف ما إذا كان بلاغ المبعوث الأممي قد صيغ من قبل بشار الجعفري، رئيس وفد النظام، أسوة بتقارير المنظمة الدولية في دمشق التي انكشف مؤخراً تدخل النظام بصياغتها،و الذي اعتبرته المنظمة من بديهيات عملها مع "الحكومات". لكن إشارة دي مستورا إلى تمثيل النساء تأتي لتمنح وفد النظام أفضلية وفق المنطق الغربي.
يتابع قدور: دي مستورا لا يعلم، بحسب كلمته للشعب السوري، من يقصف السوريين، ويبدو أنه لا يعلم أيضاً من يعتقل النساء والأطفال في سوريا، على رغم تسريبات تفيد بأن النظام وافق على إطلاق سراح ما يزيد عن مائة امرأة وطفل كبادرة حسن نية. إن منظمة الأمنستي كانت قد أطلقت قبل شهرين مبادرة دولية لمطالبة النظام بالإفراج عن رانيا عباسي وأطفالها الأربعة، ومع أن رانيا عباسي هي بطلة العرب في الشطرنج إلا أنها ليست من النمط الذي تستهوي دي مستورا الإشارة إليه. كما لا يستهوي دي مستورا أن تحضر في جنيف مجموعة من أمهات وزوجات ما يزيد على 300 ألف رجل قتلتهم قوات النظام، و أمهات وزوجات ما يزيد عن 200 ألف معتقل لدى النظام.
في غضون ذلك، تحتاج سوريا دستوراً عصرياً ديموقراطياً، ينص على المساواة التامة أولاً بين المواطنين بوصفهم كذلك، ويلغي التمايزات الحقوقية، بما فيها التحفظات التي أصر عليها النظام لدى توقيعه العديد من المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق المرأة. وإذا كان المبعوث الدولي نزيهاً حقاً فليعلن على الملأ تحفظات النظام على تلك المواثيق، وليعلن على الملأ أيضاً انتهاكاته الخاصة بالمرأة والموثقة من قبل منظمات دولية
ينهي قدور إنها لعبقرية لا تأتي سوى من المجتمع الدولي، ففي حين تعاني مئات آلاف النساء من عدم وجود الغذاء لأطفالهن، في المناطق المحاصرة وفي المخيمات، هناك ثلة من النسوة في جنيف يكاد فهمهن لدورهن يكون على النحو التالي: اتخاذ المسافة البعيدة ذاتها، من القاتل والضحية.
وفي جولة الصحافة لليوم نقرأ أيضاً: كتبت باسمة حمد "فرصة لا تعوّض في جنيف" في الوطن المحلية، وكتب سمير الزبن "الحلم يتحوّل كابوساً.. سوريا نموذجاً"، في العربي الجديد.