في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) والتي تأتيكم من مدينة اسطنبول التركية تستضيف لينا الشّواف الناشطة في مجال حقوق المرأة وعضوة رابطة النساء السوريات، والمقيمة في دمشق سوسن زكزك التي تحدثت عن وضع النساء في سوريا خلال الأعوام الفائتة، وكيف ترى مستقبل النساء في سوريا.
سوسن زكزك، ناشطة في مجال السياسة منذ عام 1980، وفي مجال حقوق المرأة منذ عام 1988، وتفتخر بتاريخ الرابطة التي تعمل فيها، بسبب اشتغالها الدائم على مبادئ أساسية، أهمها التشبيك والتعاون مع بقية المنظمات، والمقاربة الحقوقية غير القابلة للمساومة، لكونها في صلب قضية حقوق الإنسان.
اقرأ أيضاً: زكريا عبد الكافي: لايحتاج المصور سوى إلى عين واحدة
سوسن قالت، إنها لم تعش أبدا حالة رضا عن الذات أو المجتمع لأن الرضا يعني السكون ونهاية الحركة والبحث، وعلى الاكتشاف أن يستمر، اكتشاف انتهاكات حقوق النساء، والبحث عن حلول لها، كجرائم الشرف وقانون الجنسية وزواج القاصرات والعنف ضد المرأة وقوانين الأحوال الشخصية ككل.
ورأت سوسن أنّ وضع المرأة اليوم في سوريا، صار أسوأ بكثير عن قبل، ليس لأن وضعها قبلا كان مثل النعيم، ولكن لأن حصول المشكلة يأخذ دائما الخطأ إلى حدوده القصوى، على سبيل المثال كما تقول زكزك فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية، لم يكن أحد يتخيل أن تجد المرأة نفسها عالقة مع أطفالها على الحدود، وهي تهرب من الموت، ولا تستطيع الخروج معهم، ببساطة لأنهم لا يحملون جنسية أمهم، أو في حال زواج الصغيرات، الذي ازداد عن قبل في ظل الظروف السيئة، ونتج عنه أطفال لا يحملون أي جنسية، بعد أن تخلى الوالد عن الزوجة الصغيرة، فكيف سيعود هؤلاء إلى سوريا وهم لا يحملون أي جنسية؟
وأوردت سوسن قصة فتاة تعرّضت للخطف على أحد حواجز مدينة إدلب، ولم يقبل والدها بمحاولة إيجادها أو تحريرها، وقال إنه لا يريدها أن تعود، لأنها أصبحت غير شريفة وستجلب له العار!.
وأوضحت أيضاً أن عمل الرابطة يتركز على البعد الاستراتيجي، أي مجال تغيير القوانين، أو إيجاد قوانين جديدة، وتقديم تقارير الظل لمنظمة "السيداو" عن مايجري بحق النساء من انتهاكات، مؤكدةً أنّ الرابطة هي أول من حاول التحضير لمبادئ مؤسسة للدستور، وبعدها تشكل تجمع "سوريات لأجل الديمقراطية"، وإصدار وثيقة تحت اسم "نتطلع لدستور ديمقراطي"، مع 34 مبدأ دستوري مؤسس أو مبادئ فوق دستورية، وطالبت الرابطة أيضاً، بوجود نص صريح يساوي بين الرجال والنساء.