أشعر بالعجز أمام كل هذه الصور

أشعر بالعجز أمام كل هذه الصور
سوشلها | 11 يناير 2016

كتبت الشاعرة لينا عطفة على صفحتها في الفيسبوك: "كلما رأيت صور اليرموك أرى صور مضايا.. كل يوم تمر صور الأنقاض والجثامين والأشلاء والغرقى.. الخيم و الثلوج.. كلّ يوم أقرأ أسطر التعاطف.. البيانات والتبرعات..

ماذا بوسعنا أن نفعل أمام عهر العالم؟ أخجل أن أكتب سطرا عمّا يحدث..

أسوأ ما في الأمر أننا نحسّ أنّ ألمنا بديهيّ لدرجة التعود.. لدرجة أننا لا نملك ما نقوله حوله.. ماذا يمكن أن يقول المرء أمام صور مضايا والغرق والقتل والدمار.. أشعر بالعجز والخجل والإحباط ولا أملك إلّا ما قاله زوربا:

"لقد قلت لك، أيُّها المعلّم أنَّ كل ما يجري فوق هذه الأرض، غير عادل، غير عادل، غير عادل! و أنا دودة الأرض، زوربا الحلزون، لا أوافق على ذلك".

وكتب المطرب سميح شقير على صفحته في الفيسبوك: "أسفي عليكِ يا أم كلثوم، فقد غادرتِ هذه الدنيا وأنت تعتقدين أنه "إلى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية" ولكن اتضح أن هناك طرقاً كثيرة إلى فلسطين، تَمُّر من القلمون وحلب والست زينب والغوطة أو على الأقل هناك من سلك هذا الطريق ويقول إنه مُجَّرَب..

أما أنتَ يا حبيبنا فريد الأطرش فقد رحلت وأنت تتغنى بالوحدة العربية وما زالت أغنية بساط الريح تتردد في مسامعنا، ولكنك لو عدت حياً لكان عليك تغيير كثير من الكلمات فترمي بلاداً وتُدخل أُخرى غير عربية أحياناً لتتناسب مع الوضع الجديد!

وأنت يا عزيزي محمد عبد الوهاب، أنت الذي كنت تأتي كل سنة إلى بلودان والزبداني براً، لأنك كنت تكره الطائرات (وهذه بحد ذاتها نبوءة اذ أن معظمنا الآن يكرهها)، كنتَ تأتي لتستمتع بطبيعتها وبناءها وقرميدها وعصافيرهاوطيب اَهلها.. تصور أن تأتي اليها الآن! فلن يخطر ببالك سوى الحرب العالمية الثانية ولكنك لن تكون أخطأت التقدير فنحن في الحرب العالمية القذرة الثالثة، نعم يا عزيزي ستُدهش إذ ترى مضايا والزبداني محاصرة بالألغام وبجنود يرطنون بالعربية.. نعم وباللهجة السورية واللبنانية إن شئت.. والفارسية أيضاً وربما الروسية، وسترى من بعيد داخل الحصار سوريين بهيئة هياكل عظمية تطلب الطعام، سيخطر ببالك فوراً أن تتدخل شخصياً فتذهب للقصر الجمهوري فلا شك أنهم يقدرونك وستخبرهم بما رأيت وتطلب فك الحصار خاصة عن الأطفال..

لكنك ستتأخر كي تصل اليهم لأنك ستجد السيدة الأولى بين جموع ممن يعشقون حقوق الإنسان، مع عدد من الشيوخ المعممين ووزراء طيبين فاغرين أفواههم إضافةً الى الحرس المتيقظ شعرياً يستمعون جميعاً إلى طفلة تغني "أعطونا الطفولة أعطونا السلام "وستجد على وجوههم التأثر البالغ وسيكون هذا أكثر من أن تتحمله يا عزيزي فتكسر عودك وتعود الى قبرك سريعاً.. وبالطائرة".

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق