عشية دخول الأزمة السورية سنتها السادسة، لا يسع المرء إلا العودة الى البدايات في أوائل 2011، ليرى المفارقة بين الانطلاقة والمآل الذي وصلت اليه سورية، الشعب والكيان والنظام. خلافاً للانتفاضات العربية الأخرى التي زاوجت بين الحراك الشعبي الواسع وبين انخراط قوى من النظام في الانقضاض على رأس السلطة (نموذج تونس وليبيا ومصر)، فإن بدايات الحراك السوري كانت بحق انتفاضة شعبية صافية توحدت فيها القوى المناهضة لنظام استبدادي جثا على الشعب السوري لمدة نصف قرن من الزمن. لم يكن من قبيل المبالغة وصف تلك الانتفاضة بأنها أقرب الى ثورة حقيقية.
اقترنت الانتفاضة بانبعاث أحلام حقيقية حول خلاص الشعب السوري من الديكتاتورية، لكن الحلم سرعان ما بدأ يتلاشى عندما نجح النظام في عسكرة الانتفاضة وإطلاق القوى الإرهابية وتوظيفها ضد قوى المعارضة. بعد أشهر قليلة حوّل النظام الانتفاضة الى حرب أهلية لم تترك بقعة من الأرض السورية الا واقتحمتها، وأدخلت سورية في أتون نار جهنم التي لم تخرج منها حتى الآن.
وتتابعون أيضاً: المصيبة في العرب لا في سايكس – بيكو، عار على جبين الإنسانية.