في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) والتي تأتيكم من مدينة بالدورف الألمانية تستضيف لينا الشّواف ابن مدينة حلب عارف أشتر، الذي يروي قصة وصوله من تركيا إلى ألمانيا، بعد رحلة تهريب شاقة، قضى فيها 350 شخصاً من أصل 500 شخص، كانوا على متن مركب انقلب في البحر، بتاريخ 24 آب 2014.
عارف قال إنه خرج في العام 2011، من مدينة حلب، هرباً من جرائم النظام السوري، إذ كان يقطن في منطقة الراشدين، بسبب الإعدامات المرعبة التي كان ينفذها رجال الأمن السوري، قُرب فرع المخابرات الجوية ومركز البحوث.
اقرأ أيضاً: جوني عبو: رجالات الصحافة الرسمية كانوا أسوأ من رجال الأمن في سوريا
وتحدث عن حادثة إعدام لـ 31 شخصاً بجانب كازينو اسمه "الفاميلي"، وكان معظمهم في العشرينات، يقول عارف: "بشكل شبه يومي كانت تجري عمليات إعدام ميداني، وأحيناً يأتون بجثث ويقومون بإحراقها، وفي إحدى المرات رأهم يعدمون طفلاً في التاسعة"، وأوضح أنه في تلك الفترة لم يكن هناك أي جيش حر في المنطقة، عدا ما اسماه "تشليح" حاجز النظام المستمر وطلبه المال من المارة.
عارف تحدث عن رحلة البر الشاقة، من الجزائر إلى ليبيا مروراً بتونس، وكيف تعرض هو وغيره لعمليات نصب، وسرقت أموالهم، وتحدث عن مشاركة عناصر الجيش التونسي والجزائري على الحدود، في هذه العمليات.
لدى وصول عارف إلى البحر، صعد برفقة نحو 560 شخصاً إلى المركب، وكل شخص منهم دفع 1800 دولار، أي أن المهرب حصل على أكثر من مليون دولار مقابل رحلة واحدة، وبعد ساعتين من انطلاق المركب، تعطل فجأة، واكتشف عارف بعد أن نزل إلى الماء ليحاول إصلاحه، أن المسؤول عن الرحلة قام بتخريبه عمداً، كي يجبر المسافرين على الانتقال إلى مركب آخر يملكه صديقه، ودفع كل شخص منهم ألف دولار إضافي، وتبيّن أن المركب الآخر بحالٍ سيئة أيضاً وتتسرب المياه إليه.
المأساة، بدأت كما يصف عارف بعد وصول بارجات يفترض أن تُقدم المساعدة للمهاجرين، لكن بدل ذلك تسببت بكارثة كبرى، بسبب رميها ستر النجاة إلى جهة واحدة من المركب، وأدى تدافع الناس للحصول على سترة إلى انقلاب المركب بمن فيه.
وتحدّث عارف عمّا حدث بعد انقلاب المركب، وكيف أنّه أنقد 16 طفلاً من الغرق؟ والأحداث التي جرت على متن البارجة.