كتب برهان غليون.. سوريا ليست للسوريين.. من الأسد إلى بوتين

كتب برهان غليون.. سوريا ليست للسوريين.. من الأسد إلى بوتين
سوريا في المانشيت | 29 ديسمبر 2015

كتب اليوم برهان غليون في صحيفة العربي الجديد، عن بداية حزب البعث الذي أتى بانقلاب عسكري مناقض لإرادة الأغلبية الساحقة من السوريين، ولم ينجح في فرض وجوده والاستمرار، إلا بعد أن قبل أن يكون سلطة احتلال، وكان عرّاب هذا التحول هو حافظ الأسد الذي تسلم قيادة النظام أواخر 1970. وكأي سلطة احتلال يتابع غليون ما كان في وسع الأسد أن يحتفظ بسلطته في مواجهة شعب رافض لها إلا بالنجاح في كسب تأييد الدول الكبرى الإقليمية والعالمية وبدعمه.

وبين غليون أن حافظ الأسد الذي قرر التوجه نحو الغرب لم يذهب بذلك كما فعل السادات من قبل إلى حد قطع جميع علاقات التعاون مع السوفييت، ثم مع الروس الذين ورثوهم. ولذلك، بدت حركته وكأنها محاولة لإعادة التوازن لعلاقات سوريا الدولية أكثر منها تغييرا للولاء. وهذا ما فعله أيضا في علاقاته مع الدول الإقليمية الرئيسية، فوقوفه إلى جانب المملكة العربية السعودية والخليج لم يجعله يخفف من قوة علاقاته مع إيران.

أما بالنسبة لروسيا، يرى غليون، أنها لم تكن أيضاً معنية بوضع حد لهذه المحرقة الإنسانية والحضارية التي قرّرت استخدامها ورقة للضغط على الغرب، وفرض إرادتها عليه في المحافل الدولية، وإذلاله انتقاماً لما تعرّضت له روسيا ما بعد السوفييتية من تهميش وإقصاء وإذلال. 

و يعود ليوصف الموقف الروسي من الموضوع السوري اليوم حيث ساهمت موسكو ، بقطعها الطريق في مجلس الأمن على أي تدخل إنساني لحماية المدنيين في سوريا، في ظهور "داعش" ونموها، ودفع ملايين اللاجئين الهاربين من القصف بالبراميل المتفجرة في اتجاه الدول الأوروبية، وكانت تنتظر أن يتوسل الغرب مساعدتها، لوقف تدهور الوضع في سورية والمشرق. وهذا ما حصل بالضبط، بعد أربعة أعوام. وهي تشعر الآن، بأنها سيد اللعبة في سوريا والمشرق، وتستطيع أن تفرض شروطها من أجل التوصل إلى تسوية تخدم مصالحها القومية.

ينهي غليون بالقول، إن السلام في سوريا، لن يحل ولن يمكن تحقيق أي تسوية بين القوى المتنازعة على تقاسم المصالح والنفوذ فيها إلا بأمرين: إعلان وصاية دولية قانونية تتصرّف بدل الدولة السورية وباسمها، وتمنع القوى المتنازعة من تقاسم سورية،أو قيام نظام سياسي قوي، يعزّز استقلال القرار الوطني السوري، ويضمن المصالح والحقوق المشروعة لجميع الدول المعنية، في الوقت نفسه. بعده لن يكون بالإمكان  قيام نظام سياسي قوي وسلطة موحدة من دون كسر منطق إقصاء الشعب وإبعاده عن السياسة وتهميشه وتحييده.

وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب سمير عيطة في صحيفة السفير " لا يزال الطريق طويلاً "، وكتب عبد الوهاب بدرخان "قراءة في التسريبات الأميركية عن سوريا" في صحيفة الاتحاد الإماراتية.

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق