كتب فهمي هويدي.. ارتدادات أزمة «السوخوي» على الأبواب

كتب فهمي هويدي.. ارتدادات أزمة «السوخوي» على الأبواب
سوريا في المانشيت | 01 ديسمبر 2015

يكتب فهمي هويدي في السفير عن الاشتباك الحاصل بين موسكو وأنقرة، حيث ثمة جوانب مسكوت عليها، بعضها يتصل بالداخل الروسي والبعض الآخر يهم حسابات الموقف المصري. ويرى أن الكل مشغول بتداعيات ما جرى. إذ منذ أسقط الأتراك طائرة «سوخوي» الروسية، صار الحدث خبر الأخبار الذي حجب كل ما عداه.

و برأي هويدي، تحولت الغالبية إلى متفرجين. في مقدمتهم حلف "الناتو" والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ولم يبقَ على مسرح المواجهة سوى الرئيس فلاديمير بوتين الغاضب والمستفَز، ومعه حلفاؤه الإيرانيون والسوريون على الأقل، والرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يحاول الآن احتواء الموقف.

ويبين هويدي أن التدخل الروسي في سوريا أثار استياء قطاعات واسعة بين مسلمي منطقة القوقاز بوجه أخص، إضافة إلى مسلمي آسيا الوسطى الذين كانوا ضمن الاتحاد السوفياتي السابق، وحالما اشتبكت موسكو مع أنقرة، فإن ذلك اعتبر توسيعا لنطاق المواجهة مع دولة سُنية كبيرة متحالفة مع السعودية.

يعود هويدي إلى تقرير نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» نقلا عن خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»، وتضمن معلومات مهمة عن أبناء القوقاز الذين يحاربون إلى جانب «داعش» في سوريا والعراق. إذ ذكر أن ألفي مقاتل من إقليم القوقاز التحقوا بالتنظيم من بين 7 آلاف مسلم في روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابقة.

حيث لم ينس بوتين ونظامه ما تعرضت له روسيا من هجمات انتقامية قبل عشر سنوات على أيدي المقاتلين الشيشانيين، والذين دمر الجيش الروسي مدينة غروزني عاصمة بلادهم، إذ طالت هجماتهم المدارس والطائرات وأحد المسارح وخطوط المترو في موسكو. هذه الخلفية تثير مخاوف سلطات موسكو من تداعيات استنفار المسلمين الروس الذين يقاتلون في صفوف «داعش»، والآثار التي يمكن أن تترتب على عودتهم إلى بلادهم.

حيث تحدثت  الصحافة الروسية عن أن هيئة الأمن الفيدرالي في جمهورية أنغوشيا عثرت على مخابئ تضمنت نحو أربعة أطنان من المواد المتفجرة، وذكر ممثل الأمن في الجمهورية أن تلك المخازن تابعة لمقاتلين بايعوا تنظيم «الدولة».

و الحقيقة التي يختم بها هويدي أن وجود الروس في سوريا واشتباك موسكو مع أنقرة إذا حققا بعض الأهداف الاستراتيجية المهمة للقيادة الروسية، إلا أنه قد يستصحب طورا من التوترات العنيفة داخل الاتحاد الروسي، لن تكون مقتصرة على منطقة القوقاز وحدها، بل إن موسكو لن تكون بعيدة عنها.

وفي جولة الصحافة لليوم نقرأ أيضاً: كتبت فاطمة ياسين "سوريا.. وامتلاك السماء" في العربي الجديد، ومقال بعنوان "حرب سوريا طويلة" للكاتب علي حمادة في صحيفة النهار

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق