كتب غسان شربل، في صحيفة الحياة اليوم، إن الطيار التركي الذي أسقط المقاتلة الروسية بصاروخ أميركي أصاب من الذين أصابهم أيضاً رجلين. من جهة جرح هيبة القيصر، ومن جهة أخرى استدرج السلطان إلى مبارزة لا يمكن كسبها على الحلبة السورية الملتهبة. ويتابع بالقول أن صورة السلطان تعتبر أهم من عائدات السياحة وشركات الإنشاءات. وهو أيضا يحمل مشروع ثأر من تركيا المهمشة أو التابعة بحسب رأي شربل
و يؤكد الكاتب أن رجب طيب أردوغان قام بتغيير مسار بلاده. وأدخلها نادي العشرين وأعطى لصوتها نبرة أعلى في مخاطبة أهل الإقليم والعالم. كما أن شرعيته الشعبية كاملة تماماً كشرعية بوتين. وكلاهما يكره المعارضة ويعتبرها خائنة.
و يسأل شربل من وجهة نظر أردوغان لماذا يحقّ لروسيا البعيدة أن تتدخّل في سوريا ولا يحقّ لتركيا المجاورة أن تتدخّل فيها؟ ولماذا يحقّ للجيش الروسي أن يتدخّل في جورجيا وأوسيتيا وأوكرانيا ولا يحق لتركيا أن تتدخّل في حلب؟ ولماذا يحقّ لبوتين أن يدافع عن الأقليات الروسية والناطقين بلغته ولا يحقّ لأردوغان أن يدافع عن التركمان؟ لماذا يحقّ لموسكو إنقاذ النظام السوري ولا يحقّ لأنقرة دعم المعارضين له؟
و يطرح غسان شربل وجهة نظر مفادها أن بعض المعارك يأتي في توقيت خاطئ. ليت الطيار التركي أخطأ الهدف. كان أعفى اردوغان من هذا الامتحان. هذه المبارزة محفوفة بالعواقب الوخيمة. وحلف الناتو غير راغب في مواجهة مع «بوتين الرهيب». وسيد البيت الأبيض غسل يديه باكراً من سوريا وأهوالها.
فيما تعامل بوتين بالمقابل مع إسقاط الطائرة الروسية كأنه فرصة. أقرّ إجراءات عقابية ضد تركيا وأرسل زهرة ترسانته الصاروخية لترابط في الساحل السوري.
ولاضمانة بألاّ يردّ القيصر على "الطعنة في الظهر" بحسب تعبيره، ليختتم المقال بسؤال ماذا لو أسقطت الصواريخ الروسية غداً طائرة تركية في منطقة الحدود مع سوريا أو قربها؟ وماذا سيقول أردوغان عندها للأتراك الذين انتخبوه لأسباب كثيرة بينها أنه عالي النبرة ويتجرّأ على الكبار؟
وفي جولة الصحافة لليوم: كتب سركيس نعوم في النهار "في سوريا الجو لروسيا والأرض لإيران"، وكتب أمجد ناصر "الجندي الروسي والراقص التركي"، في صحيفة العربي الجديد.