كتب حازم صاغية.. تطويع المخيلة الجمعيّة للسوريين

كتب حازم صاغية.. تطويع المخيلة الجمعيّة للسوريين
سوريا في المانشيت | 25 نوفمبر 2015

كتب حازم صاغية في أورينت نت :"لم تعرف "سوريا الأسد" أندريه جدانوف، ولم تطور للآداب والفنون "واقعية اشتراكية" كتلك التي أنشأها سوفيتيو العهد الستاليني. فالسياسة الثقافية للبعث فقيرة فقر البعث نفسه، وأغلب الظن أن عناوين عامة وخطابية عن العروبة والوحدة وفلسطين، مقرونةً بمديحٍ للطوطم الفرد يواصل تاريخ المدائح في التراث الشعري العربي، كانت كافيةً لتشكل المعيار الذي بموجبه يجري الفرز: أي التقريب، امتيازاتٍ وحظواتٍ، والتبعيد، عزلاً واستبعاداً.

لكنْ حين وصل حزب البعث إلى السلطة في 1963، كان "الشقيق الأصغر"، لبنان، يعيش المحاولة الشهابية التي ساورها بناء وطن ودولة، ومن ثم تطويع النشاط الثقافي للمهمة هذه. وليس سراً أن الأخوين الرحباني، ومعهما فيروز، كانوا بمثابة الفصيل المتقدم على الجبهة الثقافية للشهابية. وما دام أن المحاولة الشهابية اتسعت لـ "علاقات حسن الجوار" مع "الأخوة العرب"، لا سيما "الشقيق الأقرب"، بدا الغناء لسوريا هامشاً متاحاً على متن الغناء للبنان. وفي الحساب الأخير، وعملاً بمبدأ الربح التجاري، لم يحل غناء لبنان دون الغناء للأردن ولمكة أيضاً، وطبعاً لفلسطين.

غير أن قصة الحب مع سوريا أطول فصولاً وأعقد. فهنا، فضلاً عن إفراط فيروز في التغني بدمشق والنرجسية التي يدغدغها ذاك التغني، وجدت الطبقات المدينية الوسطى والعليا في الغناء الفيروزي ما يُشبع الحاجة إلى "حداثة" تنجي من الغناء التقليدي العربي، المصري منه والحلبي والبغدادي، كما توحي ببعض الشبه المرغوب بالأغنية الغربية القصيرة والقليلة التكرار. بيد أن الغناء الفيروزي، إذ يفعل ذلك، لا يخون التماهي التقليدي الذي أقامته تلك الطبقات مع العربية والعروبة. فمثل هذا الافتخار بلساننا و"أصالتنا" لبتْه الكلمات الفصيحة، الموزونة والمقفاة، وما تستعيده من صور عن "بستان هشام" و"السيف" و"الأمويين" والتاريخ الذي هو من "فُضلة" الأهل".

وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب غازي دحمان في العربي الجديد " ضحك القيصر والمرشد كثيراً"، وكتب كريستوف رويتر في ديرشبيغل "المشروع الإيراني الذي دفع بشار الأسد للاستنجاد بروسيا".

 

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق