دلال الجادر، ضيفة "عتم الزانزانة" لليوم، كانت تعمل كمهندسة استصلاح أراضي في موسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بحلب، اعتقلت في 2013، والتهمة؟ عدم الانشقاق!
دلال تحدثت عن تجربة الاعتقال، والرحلة المتعبة بين الأفرع الأمنية، من الفرع الأمن العسكري بحلب لسجن "البالونة بحمص، لسجن حمص العسكري، إلى فرع الأمن العسكري "215" بدمشق، وروت كيف أن أجهزة المخابرات وجدت في عدم انشقاقها عن مؤسسة الإنشاءات العسكرية دليلاً على عملها بالتجسس لصالح الجيش السوري الحر، بحكم أن الكثير من أقاربها يعملون مع المعارضة، لكن دلال أكدت أن عملها في الثورة كان مقتصراً على الشق الإغاثي والطبي، بريف حلب.
تصف دلال سجن البالونة بحمص بأنه "قطعة من جهنم الحمراء"، لم تنسى أبداً كيف كانت الحياة هناك، كيف طلبت إحدى دلال امرأة طلبت من السجان محارم نسائية واعتبرها رفاهية لا داع لها، وأخرى طلبت أن يفتح الباب ليدخل الهواء لأنها مصابة بالربو ورفض، وفي اليوم التالي أُسعف إلى المشفى وهي شبه متوفاة.
لم يكن الحال أفضل في فرع "215"، ما زالت دلال تذكر طريقة تفتيش مدير السجن لها وللمعتقلات بتعريتهن تماماً، وتذكر كيف كانت مساحة المنفردة لا تتجاوز المترين، بباب أسود تسطيع أن ترى أرجل المارة من أسفل الباب، وخالية من أي شيء سوى الصراصير وبطانية عسكرية.
في ظروف كهذه، كيف عثر المعتقلون والمعتقلات على طرق معرفة الليل من النهار وحساب الأيام التي تمر؟.. الإجابات مع رويدة كنعان بـ"عتم الزنزانة".