كتب فرحان صالح .. "داعش" الفيلم الأميركي المعولم

كتب فرحان صالح .. "داعش" الفيلم الأميركي المعولم
سوريا في المانشيت | 24 نوفمبر 2015

كتب، فرحان صالح في صحيفة النهار: تُذكّرنا ممارسات "داعش" – وهي النسخة الجديدة من تنظيم "القاعدة"، وإن كانت الرعاية ذاتها لهكذا تنظيمات – بشخصيّة "راجح" المشهورة في مسرحية "بياع الخواتم" للرحابنة، هذه المسرحية التي شاهدتها أجيال، ولا تزال تشاهدها أجيال جديدة منذ خمسينيات القرن المنصرم، وكأنّ "داعش" هي تنظيم تنكري يستخدمه الكثير من الدول، وإن كانت إدارته واحدة.

إن "داعش" ليس إلاّ نسخة معدلة من جينات القاعدة، وإن تلاقحاً جديداً قد ميّز النسخة الجديدة تمثل في انضمام عشرات الآلاف من الذين عملوا مع منظمة "بلاك ووتر" التي كانت تسيّرها المخابرات الأميركية في العراق. ولا عجب إذا كان هذا العدد الذي التحق بـ"داعش"، وهم من الفقراء والعاطلين من العمل ومن الأميين، ممن كانوا (موظفين؟) في هذه الشركة وهم من بلدان مهمشة، (يجاهدون)؟ دفاعاً عن مصالح الولايات المتحدة وحلفائها من أنظمة ومنظمات.

وابو بكر البغدادي هو نسخة جديدة – معدلة – من ابن لادن، هو "راجح" الذي تتنكر وراءه دول ومشاريع سياسية ودولية. لذا، "داعش" كانت الوريثة لـ"بلاك ووتر" بعد الانسحاب (التنكري) للولايات المتحدة من العراق، وهي التي استقطبت هذا العدد الكبير من المنفيّين من ديارهم للقتال من أجل أهداف ومصالح مشبوهة، واعِدة هؤلاء بالجنّة والحوريات وبأشياء أخرى.

وينهي الصالح بالقول: في بداية الحرب الأهلية في لبنان سنة 1975، قال زياد الرحباني: إنه فيلم أميركي طويل، نعم إنه كذلك، إنّ أحفاد "داعش" هم من درّبت الولايات المتحدة آباءهم لقتال الكفار والملحدين في أفغانستان، وها أنّ الولايات المتحدة تقاتل اليوم بأحفاد هؤلاء (المجاهدين) في أكثر من بلد عربي وإسلامي.

إنه فيلم طويل يتضمن نقل اليهود الأوروبيين إلى فلسطين ـ إنها البراءة .. البراءة.

وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب غسان سلامة لصحيفة السفير زمن العواصف!، وكتب ياسين الحاج صالح لموقع الجمهورية، سياسة المكان: الحدود، حركة السكان، والخيال السياسي.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق