كتب عمار ديوب اليوم في العربي الجديد: "إن المعطيات الجديدة للمأزق الكامل للنظام،بدلأت فعليا حينما خرجت مدينة إدلب عن سيطرته في أبريل/ نيسان الماضي. وحينها علّق النظام، إن جيشه يفتقد الكادر البشري؛ أي أنه انتهى عملياً. كانت الخطوة التالية، بعد فشل الإيرانيين وحزب الله في استعادة إدلب، طلب التدخل الروسي الواسع، وأعلن الروس أنهم قادمون لإنقاذ النظام. وأعلنوا مدة زمنية لنهاية تدخلهم وبداية المرحلة الانتقالية، وهو ما توضح مع لقاء فيينا، وشهد العالم لقاءات مستمرة بخصوص سوريا.
و يعود ديوب ليستعرض مواقف الدول العظمى حيث كان موضوع الموقف من النظام السوري موضوع جدل مستمر بين روسيا وأميركا وفرنسا والدولة الإقليمية، لكنّ النظام ضعيف والجهادية تتعاظم والروس فهموا أن كل دول العالم لن تسلّم لها بقيادة سورية منفردة، وصواريخ التاو فعلت فعلها، ويمكن تمرير صواريخ مضادة للطيران، وحينها ستكون الخسارات أكبر بما لا يقاس.
يتابع ديوب إن روسيا عقدت اتفاقيات اقتصادية وعسكرية مع دول الخليج، وأعطتها الأخيرة الحق بالتمتع بالهيمنة على سورية في مقابل إنهاء دور إيران فيها، ما شكل برأي ديوب بالنسبة للروس أرضية حقيقية للدخول بالعملية السياسية.
يمكن أن يضاف أن تفجيرات باريس همّشت مسألة تغيير النظام أولاً لصالح محاربة الإرهاب. من دون اعتبار أن تغيير النظام جزئياً ضرورة للبدء بالعملية الانتقالية، وبما يراعي بقاء الدولة السورية ومصالح المعارضة والدول المتدخلة بالشأن السوري.
ينهي ديوب بالقول: "إن موضوع المماطلة واللعب السوري بخصوص سورية اخذ زمناً طويلاً، وأصبحت كل الدول تعلم بدقة متناهية التعارضات والتوافقات، وأصبحت الجهادية المُرسلة إلى سورية خطراً على الجميع. لقاء فيينا بداية جديدة، وسيكون فيه بالضرورة بداية تهميش رجال النظام الأساسيين، وكذلك رجال المعارضة، وفيه مرحلة اصطفاء لكل من سيوافق على وضع سوريا تحت الوصاية الدولية".
وفي جولة الصجافة لليوم أيضاً: كتبت روزانا بو منصف "رسالة الإجماع الدولي غير المكتمل في فيينا تتفاعل على وقع تجاذب المواقف المتناقضة في صحيفة النهار، و"سبل الخروج من الأزمة السورية" للكاتب محمد جواد ظريف، في صحيفة السفير.