هل قرّر «داعش» إقحام «القيصر» في النزول في «المغطس» السوري حتى أنفه، أم أن «القيصر» أراد ذلك منذ البداية، ولم يكن تحديده للوقت ولأنواع السلاح التي سيستخدمها سوى ستارة من الدخان المصطنع؟
«القيصر»، أراد إعادة صياغة موقع ودور روسيا في العالم الجديد على قاعدة انتهاء مرحلة القوة الأحادية، فدفع الثمن الذي بدا متدنياً بالنسبة للمكاسب التي سيحققها. إسقاط الطائرة الروسية المدنية قلب كل حسابات «القيصر»، وأكد مرة أخرى المعادلة التاريخية أن دخول الحرب بقرار، لكن الغرق فيها تفرضه التطورات الميدانية.
لا شك أن «داعش» قد أثبت أنه ألدّ أعداء نفسه. عملياً وميدانياً، لم يكن يريد أحد القضاء عليه واقتلاعه من جذوره. الكثيرون تعاونوا معه فاشتروا النفط منه، أو تغاضوا عن جرائمه وتمدده.
اعتبرت القوى الدولية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية أن «داعش» لا يشبه «القاعدة». خطر «داعش» إقليمي بينما «القاعدة« دولي. للأمانة، وحدها فرنسا اعتبرت «داعش» «مصدر خطر استراتيجي يهدد العالم». لم يوافقها حلفاؤها وفي مقدمهم الرئيس باراك أوباما. فوقعت الكارثة على رأس فرنسا. «داعش» صاحب الدعوة الى «الفتح المتواصل» قفز فوق حدود «الخلافة« ودخل في حرب شاملة ضد العالم.
الآن، أقحمت روسيا أفضل ما في ترسانتها من الأسلحة، وطالب «القيصر» «الرفاق» من الجنرالات ببذل كل ما لديهم. السؤال الواقعي، هل يريد «القيصر» فعلاً الانتصار العسكري أم أيضاً السياسي ليكون صانع السلام؟.
وتتابعون أيضاً: مختار من اللاذقية بديلاً للأسد، لغازي دحمان في العربي الجديد، ورقص دولي على قبور السوريين!، لراجح خوري في النهار.