كتبت فاطمة ياسين في العربي الجديد: "الأسد كسب بالتدخل الروسي، سنداً عسكرياً قوياً جعل تحركه القتالي أوسع وأكثر فعالية، فاسترجع بعض المناطق، وكسر الحصار عن بعضها الآخر. ولكن لا يتوافق حجم تقدم قوات الأسد مع الدعم الروسي الهائل الذي يعد بمئات الطلعات اليومية، واستهداف مئات من الأهداف".
وتتابع الكاتبة: "في وقت تسير العمليات العسكرية في الداخل السوري على إيقاعات السيطرة الروسية على الأجواء، يأكل داعش "الجو" بأعمال تفجيرية، وبفارق ساعات قليلة في ضاحية بيروت الجنوبية، أي في "البيئة الحاضنة" لحزب الله، وفي باريس وقلب أوروبا. وعلى الرغم من التباعد الجغرافي بين العمليتين، يبدو أن التخطيط لهما نشأ عن عقلية واحدة، لديها مفردات التخطيط والتنفيذ نفسها".
وبرأي ياسين: "مؤتمر فيينا ينعقد حول سوريا، ويدخل وزراء خارجية الدول المشاركة، وفي أذهانهم صورة الخبر المأساوي كاملة، وعليهم أن يقرروا مصير سوريا، ومصير الأسد، وخطة زمنية للحل.
كان وزير الخارجية الروسي سعيداً، وهو يرد على وزير الخارجية جون كيري، مفنداً مقولته التي يستنتج فيها أن وجود داعش، وتغوله بهذه الطريقة سببه بقاء الأسد ليستشهد بظهور داعش قبل سنوات من بدء الثورة السورية، وهو يومي طبعاً إلى الوجود الأميركي في العراق، وكأنه يعيد الكرة ليس إلى ملعب كيري، ولكن إلى مرماه.
ولكن تبين ياسين كان وزير الخارجية الأميركي واضحاً، وبشكل ناصع، وربما للمرة الأولى، في الربط الوثيق بين داعش والأسد، وأشار إلى عمليات تبادل نفطي بين الطرفين، وكأنه يرغب بهذا التصريح، العالي النبرة، أن يلقي اللوم على نظام الأسد عمّا حدث في بيروت وباريس، وفي الوقت نفسه، يقلل من أهمية التقدم العسكري الذي يحرزه، بالتعاون مع الطيران الروسي، باعتباره تقدماً لجيش متعاون مع الإرهاب".
تنهي ياسين بالقول: "يحمل هذا الاتهام المبطن بذور مواجهة قاسية بين الرجلين، وبين الدولتين، بأخذ تصريح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، برغبته بإزالة بشار الأسد بأي طريقة، وهو تصريح مكرّر عالي النبرة، ينطوي على تشجيع أميركي، والأهم من ذلك كله أن المؤتمر، على الرغم من نتائجه المجدولة، يحمل بذور المواجهة التالية التي ستحدث على أرض سوريا طبعاً".
وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: / كتب علي الأمين "نصرالله تعبيد طريق العودة من سوريا" في العرب اللندنية، ومقال للكاتب مايكل كلارك بعنوان "مستقبل سوريا سيُحدد من قبل القوات البرية ، لكن قوات من؟" في صحيفة الغارديان.