في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف مديرة تحرير مجلة (سيدة سوريا)، الناشطة السورية ياسمين مرعي، خريجة جامعة دمشق قسم اللغة العربية، والتي حصلت على منحة من جامعة جنوب كاليفورنيا للصحفيين، مؤخراً.
ياسمين قالت إن العنف الذي رأته هو سبب مشاركتها بالثورة، وقبلها لم يكن لديها أي اهتمامات من هذا النوع كانت تعمل مع مؤسسات النظام السوري، كلية البعث تحديداً، وماحدث أنها رأت إطلاق النار على المتظاهرين في باب السباع، ويوم نزوحها من حي الخالدية الذي كانت تعيش فيها، فإن رؤيتها للدبابات جعلتها تشعر أنها كانت تعيش في بلدٍ محتل طوال تلك السنوات.
اقرأ أيضاً: غياث الجندي: لو لم تقم الثورة السورية لحكمنا حافظ الأسد الصغير
والد ياسمين، بحسب قولها اعتقل لثمانية أشهر من قبل الجمارك بسبب محاولته إدخال علبة سمنة، لكن هذا الأمر لم تعرفه إلا بعد الثورة، لأن نمط الحياة التي عاشته في سوريا كان مثل معظم نمط عيش العائلات الفقيرة، لا تفكر سوى بهمومها الأساسية من طعام وغيره، بسبب العزلة التي فرضها النظام على السوريين، لكن الأمر تغيّر بالثورة لأن الثوار بمجملهم كانوا من الفقراء.
وعن الحديث الذي يدور بشكل دائم، عمّا حدث من استغلال للثورة وتنفع على حساب الناس، قالت ياسمين إنه ليس منصفاً القول إن الثورة لم تؤثر على حياتنا، فهي بشكل شخصي نقلتها من مكان إلى آخر مثلما نقلت كثيرين ووضعتهم تحت الضوء، أما وجود المنتفعين والمتسلقين على ظهر الثورة، ولّد لديها خوفاً من فعل الشيء نفسه، وجعلها بشكل دائم بحالة محاكمة لذاتها.
أما من وقفوا ضد الثورة وإلى جانب النظام، فلا يوجد أيّ تبريرٍ لمواقفهم على الإطلاق، كالممثلين والمثقفين على سبيل المثال، لا طائفي ولا ديني، لأن اختيار الوقوف إلى جانب الناس يفترض أن يكون لسبب إنساني فقط.
ياسمين تحدثت أيضاً عن تجربة خلع الحجاب، وقالت إن الثورة لا علاقة لها أبدا في جعلها تفعل ذلك، لأن الحرية التي دعا إليها السوريون هي حرية بلد بأكمله، والحرية الشخصية جزء صغير جداً منها.
وترى ياسمين أنه ليس سهلاً أن تخرج إمرأة في بيئة مثل البيئة السورية، وتتحدث عن خلع الحجاب، وبالطبع سيكون أمراً صادماً بالنسبة لمنظومة المجتمع، وذلك يعود برأيها لمشكلتين أساسيتين، في المجتمع السوري، الأولى أن المرأة تتعرض لفرز فإن كانت مسلمة سُنيّة يجب أن تكون محجبة، وإلّا يُمكن أن تكون من غير طائفة، والمشكلة الثانية أن الثورة مقتصرة فقط على السنة كما تم الترويج للأمر من قبل كثيرين، لذا أمر مثل خلع الحجاب بات يُنظر إليه كإساءة للثورة السورية.
وأكدت ياسمين أن المادة التي نشرتها في موقع الجمهورية وتحدثت فيها عن تجربتها، ليس الهدف منها على الإطلاق دعوة النساء لخلع الحجاب أو القول إن الآخرين على خطأ وأنا على صواب، والهدف فقط أن يكون المرء صادقاً مع نفسه.
وعن عملها الحالي في الصحافة، قالت إنه لم يخطر لها العمل في هذا المجال أبداً قبل الثورة، وحتى اهتماماتها كانت أدبية ولغوية بحتة، ولم تكن تشتري صحيفتي الثورة والبعث سوى لحل الكلمات المتقاطعة، أو لتعرف أشياء تتعلق بالشق الخدمي، فالصحافة وبحسب قولها كانت مفلترة، والصحف اللبنانية مثلا كانت تدخل وقد مزّقت منها صفحة أو اثنتين، لذا ترى أن الإعلام بعد الثورة قطع شوطاً كبيراً عما كان عليه واقع الإعلام السوري، ونجح بتحقيق جزء من أهدافه سواء كإعلام مقروء أو مسموع.