في حلقة اليوم من برنامج (حكي سوري) تستضيف لينا الشّواف المغني والملحن السوري خاطر ضوا، ابن مدينة مصياف، الذي اشتهر بأغانيه الوطنية والإنسانية وكان أولها "يا سوريا لا تسجلينا غياب".
غادر ضوا سوريا في العام 2008، لدراسة الموسيقى بمصر في "بيت العود"، تحت إشراف الموسيقار نصير شما، وعمل مع العديد من الموسيقين السوريين والعرب، واشتغل مع شعراء سوريين شباب وأطلق عدة ألبومات لاقت نجاح كبير، أول ألبوم حمل اسم "نحنا طلوع الشمس".
اقرأ أيضاً: بدي إلعب.. من مسرحية في كندا إلى حديقة ألعاب في أطمة
خاطر حكى عن عدم ارتياحه للقب فنان الثورة، رغم أنه هو وسام وصفة يُفتخر به، ولكنه يشعر أن اللقب شكل من أشكال الحواجز ويضع الفنان في قالب معين، ويفضل خاطر أن تحمل أغانيه أبعاداً سياسية بل إنسانية، ويحاول التنويع فيما يقدمه وأن لا ينحصر في إطار واحد، أن يستمد ما يغنيه من وجعه الخاص ومن عائلته وإخوته، ومن وجع الناس، ويحب دائما غناء ما يريدون سماعه.
وعن الأحاديث التي تتناوله وتشير إليه بالصعود على حساب الثورة وأخرى بالتخوين، قال خاطر إن مقدار الصدمة والعذاب الذي تعرض له الناس، ووضع سوريا الحالي، أثّر على طريقة محاكمتهم للأمور ومن ضمنها الفن، لذا هو لا يشعر بالعتب أو ينزعج حين يتهم بهذه الطريقة.
وتحدث ضوا كيف زاره شخص من السفارة السورية في القاهرة بعد إصداره أغنية يا سوريا لا تسجلينا غياب وعرض عليه أحدهم من طرف النظام الدعم ليقف إلى جانب النظام السوري، حيث وصف له ما يحدث في سوريا بالمؤامرة، وهذا حيث لم يكن قد مضى على الثورة غير عشرة أيام، ولكن خاطر رفض العرض حيث كان يعيش جو ثورة الشعب المصري القوية، والتي أثرت فيه بشكل كبير.
أما عن رأيه بالإعلام الذي خرج بعد الثورة، بين ضوا أنه لا يحب تسميته بالإعلام البديل لأن الإعلام بعد الثورة أصبح إعلاماً حقيقياً وصادقاً، رغم أن كل العمل الإعلامي لم يستطع أن ينقل بشكل فعلي وكلي وجع السوريين، وبرأيه كان هناك حاجة لإعلام أكثر صدقاً في نقل الأخطاء سواء لدى النظام أو في طرف الثورة.
وأوضح أنه لا يلوم المعارضة السورية على فشلها في إيجاد حل سياسي لأنه من الواضح أنهم لم يكونوا قادرين على هذا، ولكن كان كافياً أن يهتموا برعاية الحراك المدني الثوري وهو أمر كانوا قادرين على فعله، فاختفاء الفن والأغاني الثورية جزء من هذا الفشل في تقديم الدعم، في حين تنظيم مثل تنظيم "داعش" يقوم بتجهيز وإصدار أغاني خاصة به! وهو أمر يبعث على الأسف، برأي خاطر.
وتحدث ضوا عن آرائه بالفنانين الذين كان لهم موقف سلبي من الثورة السورية رغم كل حديثهم السابق عن فلسطين والقضية الفلسطينية.