"فصَل" تعبير يعرفه كل من دخل معتقلات النظام السوري وهو أن يفقد السيطرة على نفسه بدون طعام أو شراب ويستمر على هذا الحال يوم أو يومين ليموت بعدها، فعبد الواحد الراوي معتقل من دير الزور غنى للحرية قبل استشهاده بخمس دقائق نتيجة ضرب وتعذيب الشاويش والسجان له.
تجربة السجن أثرت سلباً على أحمد فهو دائم الإحساس بالاكتئاب بالإضافة لحالة من الشرود ونسيان المعلومات، ولا يستطيع نسيان تفاصيل الاعتقال حتى رائحة السجن يشتمها في كثير من الأوقات بالإضافة إلى أن أحديث وذكريات السجن لا تنتهي بين المعتقلين الأصدقاء، هذه الصداقة التي تستمر مدى الحياة لأنهم عاشوا معاناة واحدة لا يمكن أن يعرفها ويشعر بها من لم يعشها.
يذكر أحمد أن الصحفي مازن درويش عوقب بوضعه في منفردة نتيجة شراءه الدواء للمعتقلين المحتاجين، اذ أن العديد من المعتقلين يضطروا للعمل لدى غيرهم من المعتقلين كمستخدمين لدى غيرهم للحصول على قوت يومهم أو مصروف عائلاتهم بالخارج، أو يمكنهم العمل بأشغال يدوية.
أحمد مازال يعاني من العديد من الأمراض نتيجة خلط البراز مع الطعام في السجن، وتفاصيل كتير عن فرع فلسطين وسجن عدرا رح تعرفوها من المفرج عنه أحمد سيف، بحلقة "عتم الزنزانة" لليوم.