كتب سلمان الدوسري في الشرق الأوسط: لم تنتظر روسيا طويلاً إثر تدخلها العسكري في سوريا، فقد أتبعته بحراك سياسي محموم ونشط، أفرز ما يمكن أن نقول عنه إنه ثمرة رؤيتها لحل الأزمة السورية (بحسب ما نشرته «الشرق الأوسط» أول من أمس). اعتمدت موسكو في ذلك على تناقض غربي، وهو ما مكّن الرئيس فلاديمير بوتين من تصدر الساحة وتقديم خطة تتضمّن تنصيب الكرملين لاعبًا دوليًا لا يمكن مواجهته، ولا يمكن الاستغناء عنه في نفس الوقت.
هل يمكن القول إن الرؤية الروسية الأخيرة هي أفضل الحلول؟ بالتأكيد لا يمكن لأحد أن يقول بذلك، لكنه أيضًا أفضل الحلول السيئة المطروحة التي يمكن القبول بها، في ظل تخاذل دول الغرب عن الوقوف مع الشعب السوري وتسليمها مفتاح الأزمة للدب الروسي من وجهة نظر الكاتب .
و يتابع سلمان الدوسري قائلاً : تبقى المعضلة الكبرى في كيفية ضمان إبعاد الأسد عن العملية السياسية في مرحلتها المقبلة، وهل موسكو قادرة فعلاً على تقديم الضمانات الحقيقية، التي لا تسمح بعدم إعادة إنتاج النظام الحالي بقالب جديد؟ للأسف، غياب الدور الأميركي، الذي أضحى تابعًا بعد أن كان قائدًا، يضعف الثقة بمصداقية الرؤية الروسية بإيجاد سكة حل حقيقية وليست ملفوفة بتكتيكات ملغومة، خاصة في ظل عدم قناعة المعارضة السورية بجدية الروس في التوصل لتسوية سياسية فعلية. لذا ومع التقدم السياسي الذي خلفه اجتماع فيينا الرباعي بشأن سوريا الجمعة الماضي، والذي بانَ معه عدم ممانعة واشنطن في المضي في فلك موسكو، أو على الأقل عدم وجود موقف قوي ينبئ برغبتها في مسك زمام حلّ الأزمة، لن يبقى إلا أن تمارس واشنطن دورها، أو على الأقل شيئًا منه، إلى أن يمكن إيجاد توازن دولي يخفف من الانطلاقة الروسية المخيفة فعلاً.
الحقيقة المرة أن موسكو تنصب سلم النزول من الشجرة السورية لكل دول العالم، لكنها لم تستطع حتى الآن أن تضمن لهم بقاء الشجرة أصلاً، بعد نزول الجميع!
وفي صحف اليوم أيضاً: كتب حازم صاغية في صحيفة الحياة بالعودة إلى «الأقليات» في سورية والمشرق، وكتب إبراهيم الزبيدي "بوتين وسوريا كصدام والكويت" في موقع إيلاف.