"كتب عمر قدور في موقع "المدن": لم يحدث في تاريخ النزاعات المسلحة من قبل أن اجتمع طيران متعدد المشارب في سماء واحدة، وأن يعمل الفرقاء الجويون على تنظيم طلعات القصف، وعلى تشغيل وإطفاء راداراتهم بموجبها، كما يحدث الآن في سوريا. ذلك يشبه “كلمات متقاطعة” جوية، يريد الروسي امتلاك أمر تنظيمها، وقد بدأ التنظيم حقاً بإقامة خط ساخن بين مطار حميميم في جبلة وتل أبيب، ثم أجرى جولتي محادثات عبر الفيديو مع البنتاغون، وعرض التعاون نفسه على الأتراك وعلى ولي ولي العهد السعودي الذي التقى بوتين قبل أيام. المحتل الروسي، الذي يزعم أنه جاء بطلب من “رئيس سوريا الشرعي”، لا يساوره أدنى حياء وهو يعرض سماء سوريا لمن يودّ قصف أهداف فيها، طالما أنه سيحتفظ لنفسه بالحصة الأكبر من قصف المدنيين والثوار.
ما ليس جديداً، على الصعيد العسكري، يتعين في فرضية تحقيق التفوق ومن ثم الانتصار عبر امتلاك الجو. أهم اختبار ناجح لهذه الفرضية كان في حرب كوسوفو، عندما قصفت قوات الناتو يوغسلافيا بلا توقف لمدة 78 يوماً، ما أدى إلى استسلام ميلوسوفيتش. قبل ذلك أيضاً، بدا الأمر ناجعاً إلى حين، عندما كان ينصّ على تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي على قدرات جيوش المنطقة مجتمعة. وأغلب الظن أن الإبقاء على استفراد نظام بشار الأسد بالجو طيلة سنوات كان مزيجاً من فرضية تفوّق الجو وعدم كفايته. على هذه القاعدة مُنعت وسائل الدفاع الجوي عن المعارضة، وهي قاعدة أخرى قد يحتاج الروس وقتاً لفهمها، ولفهم أن ما يصحّ على الجيوش النظامية لا يصح بالضرورة ضمن ما يُدعى حرب العصابات.
وفي جولة الصحافة اليوم أيضاً: كتب هنري كيسنجر في وول ستريت جورنال "المخرج من أزمة انهيار الشرق الأوسط"، وكتبت هنادي الخطيب "أخبرني الأكاذيب" عن سوريا في موقع الأورينت نت، وكتب عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط "هل بيعت القضية السورية؟"، وقراءة موضوعية للتدخل الروسي في سوريا للكاتب محمد آل الشيخ في موقع الجزيرة.