لا يزال الارباك سمة الغرب في التعامل مع الدور العسكري الروسي في سوريا. الرئيس الأميركي باراك أوباما نسي أدبيات حربه المعلنة على "داعش" وبات ينتظر كيف سيتورط الروس في ما تورط فيه السوفيات في أفغانستان ولا يرى أن التدخل العسكري الروسي يعني أن الكرملين قادر على دور قيادي في سوريا ويقول لمنتقديه، انظروا الى الروس كيف سيتورطون في مكان رفضت أن أورط الولايات المتحدة فيه.
وينصب كل الاهتمام الاميركي الآن على احباط العملية العسكرية الروسية من خلال زيادة الدعم للمعارضة "المعتدلة" بأسلحة تمتص الهجوم الروسي، وتجعله مطابقاً لنبوءة أوباما منذ اليوم الأول للحشد الروسي ان مهمة موسكو في سوريا "محكوم عليها بالفشل". وليس مصادفة ان ترفض أميركا اجراء تنسيق عسكري مع روسيا في سوريا وان تكتفي بمحادثات فنية لمنع "التصادم" في الجو السوري.
أما في ما عدا ذلك، فإن واشنطن لا تتمنى الآن سوى دخول موسكو في ورطة عسكرية، أكثر مما تتمنى أن تهزم "داعش" أو "القاعدة" في سوريا. وليس مستغرباً أن تنتقل الاستراتيجية الاميركية في سوريا الآن من شعار "تقويض داعش ثم تدميره" الى استراتيجية جديدة قائمة على توريط روسيا في المستنقع السوري تمهيداً لاضعافها وجعل الرئيس فلاديمير بوتين يدرك استحالة اعادة احياء دور الدولة العظمى المساوية في مكانتها لمكانة الولايات المتحدة.
وتتابعون: شيعة لبنان وسنته: سوريو العالم الجدد، شادي علاء الدين في العرب اللندنية، روسيا ــ سورية: سقوط الكذبة، لعبسي سميسم في العربي الجديد، عن ارتدادات التصعيد العسكري الروسي إقليمياً، لأكرم البني في الحياة.