كتب عبدلله السناوي في جريدة الشروق المصرية، مقالا تحت عنوان "تفكيك عقدة الأسد":منذ نهاية الحرب الباردة مطلع تسعينيات القرن الماضى لم يشهد العالم استقطابا حادا فى اختبارات القوة وحدود النفوذ بين اللاعبين الدوليين الكبار كالذى يحدث الآن فى الأزمة السورية.فى اضطراب الاستراتيجية الأمريكية شكوك عميقة بقدرتها على مواجهة التحدى الروسى، بما يتجاوز شن حملات إعلامية وسياسية تشكك فى جدوى العمليات العسكرية وتنال من أهدافها.فبين السلاح والسياسة والإعلام حسابات متضاربة ومصالح كبرى.
يطرح الكاتب سؤالين رئيسيين فى كل هذه الحسابات التى تحكمها مصالحها، الأول: ماذا بعد «بشار الأسد».. وأى أوضاع يمكن أن تستقر عليها سوريا من الناحيتين الاستراتيجية والسياسية؟
ويفترض الكاتب أن جوهر السؤال لا يتعلق بشخصه ومصيره، فهو فى نهاية المطاف سوف يغادر منصبه بسيناريو أو آخر، بقدر ما يعكس صراعا ضاريا على المصير السورى كله، أما السؤال الثاني و الذي يفترضه الكاتب هو : ماذا بعد «داعش».. وأى ترتيبات استراتيجية ممكنة على خرائط الإقليم الأكثر اشتعالاً فى العالم؟
وجوهر السؤال يدخل فى مجاله صراعات على النفوذ والقوة والمصالح تمتد من سوريا إلى دول مجاورة فى المشرق العربى واصلة تأثيراتها إلى مصر وإيران وتركيا والخليج. دخول روسيا على خط الأزمة بحجم لم يكن متوقعا تعبير صريح عن تصوراتها لأدوارها فى عالم يتغير وتعويم لأوزانها كـ«دول عظمى» لها كلمتها النافذة فى أى ترتيبات محتملة بالإقليم أو فى أى أقاليم أخرى.
يفترض الكاتب أنه فى كل المساجلات السياسية والإعلامية بين الأطراف الدولية المتنازعة هناك حقيقتان: الأولى: أن الأزمة السورية عقدة أزمات الإقليم كله وبلا حل لها يستحيل دحر «داعش» فى العراق أو أى مكان آخر، والثانية: أن مصير «الأسد» عقدة هذه الأزمة المستحكمة.
تفكيك «عقدة الأسد» عنوان أى تسوية محتملة. فمن غير الممكن عودة سوريا إلى الوضع الذى كانت عليه قبل أربع سنوات ، هذه مسألة منتهية. ومن غير المتاح استبعاده وفق حقائق القوة الدولية والإقليمية والداخلية. وهذه مسألة لم يعد ممكنا تجاهلها.
بالنسبة إلى «بوتين» «الأسد» ليس هو صلب القضية السورية، وقد ألمح أكثر من مرة إلى خروج ما لكنه «ليس الآن». وأمام الزخم الروسي لا يوجد لدى الولايات المتحدة ــ حتى الآن ــ ما تقوله لحلفائها. الروس حذرون من التورط البرى، والأمريكيون يراهنون على خطأ قاتل من مثل هذا النوع.
ألعاب القوة ما زالت فى أولها، والسيناريوهات مفتوحة على تصعيدات محتملة وتسويات ممكنة.
وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب نصري الصايغ "رهانات حرب بوتين في سوريا" في صحيفة السفير، و"نظام بشار الأسد الذي صار تنظيماً" مقال ل هبد لله ناصر العتيبي في صحيفة الحياة.