كتب علي نون تحت عنوان "حسم" مقالاً في المستقبل اللبنانية يقول فيه: "تكبير الادعاءات والتوقعات بشأن الحرب الروسية في سوريا، أمرٌ تعوزه الحصافة ولا يليق بأحد خارج منظومة محور الطغاة وطرق عمل أصحابه وروّاده. وتبسيط تأثيرات تلك الحرب في المقابل، هو بدوره أمرٌ لا يتناسب مع حجم أضرارها وضحاياها من شعب سوريا المظلوم.
والأرض المفتوحة هي طفّاية الارض المحروقة: يستطيع بوتين ان يتصرف احادياً في سوريا ويطرح اجندة سياسية تناسبه مستفيداً من انكفاء الاميركيين وحلفائهم عن التورط المباشر، لكنه لا يستطيع ان يفرض تلك الاجندة على أحد. أي، انه هو، وليس غيره، من فتح مخازن السلاح الغربية التي كانت مقفلة في وجه المعارضة السورية المسلحة! وصواريخ «تاو» التي ظهرت بكثافة في منطقة ريف حماة الشمالي في اليومين الماضيين"
ويتابع نون: "التكرار واجب: لم تعرف السلطة الأسدية على مدى السنوات الماضية طريقاً إلا وسلكته، وسلاحاً الا واستخدمته. وانطلقت منذ اللحظات الاولى بكل زخمها القتالي.. بجيشها العرمرم وأجهزتها الامنية الراكبة فوق بعضها البعض، وطيرانها وصواريخها ودباباتها وميليشياتها وشبيحتها وذبيحتها وداعميها المذهبيين من لبنان الى العراق الى افغانستان وباكستان، وفوقهم ومعهم حشد «الخبراء» الايرانيين، ومع ذلك كله بقيت وتيرتها نزولاً وليس صعوداً.. والعودة اليوم الى اشاعة نظرية «الغطاء الجوي للزحف البري» لن تغيّر في تلك المعادلة الشيء الكثير، بل ربما ستؤكدها."
ويختم الكاتب بالقول: "قد تطور كثافة النيران الروسية خريطة توزّع القوى في الشمال السوري، لكنها لن توقف المعركة ولو للحظة واحدة! ويعرف صنّاع القرار في محور الطغاة ذلك بقدر ما يعرفه المعنيون في الجانب الآخر. وتجربة «حزب الله» في هذا السياق، من القصير الى الزبداني قد تكون مفيدة جداً لضباط غرفة عمليات بوتين وصحبه. والمبدأ ماسيّ لا يصدأ ولا يتحلل: الفوز في معارك متفرقة لا يعني حسم الحرب. فكيف الحال، وتلك المعارك نفسها لم يحسم فيها محور الطغاة شيئاً يُعتدّ به حتى الآن!".
وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: مقالا لأستاذ التاريخ البروفيسور ديفد ليتش في مجلة "فورين بوليسي"، مقال لعثمان ميرغني تحت عنوان "سوريا وروسيا و«عملية صوفيا» في صحيفة الشرق الأوسط، و"هكذا سترد أمريكا على روسيا"، افتتاحية صحيفة الوطن البحرينية.