كتب عمر قدور.. تفسير التدخل الروسي وتفسير الماء!

كتب عمر قدور.. تفسير التدخل الروسي وتفسير الماء!
سوريا في المانشيت | 07 أكتوبر 2015

تحت عنوان "تفسير التدخل الروسي وتفسير الماء!" كتب عمر قدور في المدن: "تفسير الموقف الروسي، إذا توخينا الدقة، سيكون أشبه بتفسير الماء بالماء. فالكرملين بلا مواربة وضع كل من يقاتل نظام بشار الأسد في سلة واحدة هي سلة داعش، وأصبحت تالياً حربه المزعومة على داعش حرباً على جميع معارضي الأسد. أكثر من ذلك، لم يخفِ الروس للحظة أن تدخلهم هو لحماية بشار من السقوط، بشار تحديداً، وليس النظام، متراجعين عن مواربتهم السابقة في ما خصّ تمسّكهم بالمؤسسات لا بالأشخاص. إننا بالأحرى أمام كلام ينبغي ألا يُضاف بعده ما يجعله مثار الشك، بخاصة إذا أخذنا بالحسبان ثبات الدعم الروسي لنظام الأسد منذ انطلاق الثورة، وإذا أخذنا بالحسبان أيضاً التنسيق عالي المستوى بين طهران وموسكو على الصعيد السياسي واللوجستي."

ويتابع قدور: "من وجهة النظر الروسية، لقد حانت لحظة الصفقة الكبرى، حيث بموجبها يمكن الإبقاء على الأسد مقابل إعادة الاستقرار إلى دول المنطقة الأخرى، على أن تتولى موسكو مهمة الشرطي معفية الكثيرين من إحراج الرضوخ لطهران. ومن الخطأ الظن بأن بوتين يستولي على الورقة السورية ليستثمرها في تنازلات في الشأن الأوكراني، بل إن سحب الجنود الروس من الجبهة الأوكرانية وزجهم في سوريا دليل على ارتياحه هناك بعد تنفيذه المهمة كاملة بابتلاع شبه جزيرة القرم كواقع نهائي".

ويضيف الكاتب: "أما فرضية أن يضحي الروس ببشار الأسد بعد انتهاء المهمة، فهذه لا يسندها أيّ من الوقائع الحالية، ونفيها لا يقوم على تصديق البيانات الروسية الحالية فحسب. إنه مبني في المقام الأول على منطق قوى الهيمنة الخارجية، إيرانية كانت أم روسية، المنطق الذي يرى في ضعف العميل المحلي قوة للخارجي. ثم، إن موسكو ليست أقدر من طهران على تظهير عميل جديد من خارج عائلة الأسد، لو كان ذلك سهلاً أو مطروحاً حقاً."

ويختم قدور مقاله بالقول: "في الواقع، كيفما قلّبنا الأمر، التدخل الروسي صفعة لجميع القوى الإقليمية المناهضة للنظام، وقبل ذلك هو اعتداء سافر على إرادة السوريين بغطاء دولي أشدّ سفوراً منه. مواجهة هذا الاعتداء لن تكون مستحيلة إذا أُحسِن امتصاص زخمه الأول، وإذا استطاع السوريون التكيف مع نوع مستجد من المقاومة مع المراهنة على استنزاف الروس حتى ترحل إدارة أوباما، لا لعشم كبير في الإدارة القادمة، لكن لأن أية إدارة مقبلة يصعب أن تكون على هذه الدرجة من السوء".

وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: مقال محمد مساعد "بوتين.. قلبُ الأسد!" في صحيفة الحياة، و"صار الحل السياسي في سوريا بعيداً جداً!" للكاتب سركيس نعوم في صحيفة النهار.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق