تخت عنوان "الشيطان الأكبر الروسي"كتب غسان شربل، في الحياة اليوم، "إن الذين يستعدون للاحتفال بتورط الجيش الروسي في أفغانستان جديدة أو فيتنام عربية عليهم أن يتمهلوا قليلاً.فنحن لازلنا في بدايات هذا التدخل كذلك .على الذين يستعدون للاحتفال بقلب المعادلة في سورية وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط أن يتمهلوا قليلاً. فالوضع السوري شديد التعقيد ولا يسمح بانتصارات مدوية. ويصعب الاعتقاد أن بوتين يخطط لإعادة الوضع السوري إلى ما كان عليه قبل أربعة أعوام لأن ذلك متعذر".
يتابع شربل متسائلاً: "هل جاء الجيش الروسي لمحاربة «داعش» أم لقصم ظهر المعارضة السورية؟ وهل جاء لضمان حدود «سوريا المفيدة» أم لدفع المنطقة غير المفيدة نحو المزيد من الانهيار والأفغنة ؟ وهل دخل الحرب وفي جيبه حل ام يراهن على إعادة إنتاج النظام نفسه مع عمليات تجميل محدودة؟".
كما يتسائل:"هل تقبل إيران حلاً تحت قبعة الجنرال الروسي بعدما كانت تراهن على انتصار النظام تحت قبعة الجنرال سليماني؟ إذ ليس هناك حل في سوريا يمكن أن يعطي إيران ما كانت تتمتع به قبل اندلاع الأحداث. وليس هناك حل يوفر لـ»حزب الله» ما كان متوافراً له عشية الأحداث".
بكلام أوضح. الحل القابل للعيش لا بد أن يتضمن شراكة فعلية بين المكونات. هذه المشاركة تدخل بالتأكيد تعديلاً في سياسات سورية الداخلية وفي علاقاتها العربية والإسلامية والدولية. تستطيع موسكو التعايش مع حل من هذا النوع لكن السؤال هو عن طهران.
ينهي شربل بالقول: "بوتين بصدد تقديم مشروع مقنعاً للحل و بالعكس قد ينزلق إلى حرب يصعب حسمها أو الخروج منها. فيما يشكل دخوله في مواجهة طويلة مع مشاعر العالم السني ستجعل بلاده تفوز بلقب «الشيطان الأكبر». و لتفادي ذلك لا بد من تنازلات جدية من النظام الذي جاء لإنقاذه. فيما لغرق بوتين حرب طويلة على أرض سورية أثمان على أرض روسيا نفسها وفي الحزام الإسلامي على حدودها".
وفي جولة الصحافة لليوم أيضاً: كتب محمد أبو رمان "عن الأيديولوجيا والأخلاق في التدخل الروسي " في العربي الجديد، ومقال بعنوان "سوريا الأسوأ، مستنقع لمن؟" لـ علي بردى في صحيفة النهار.