تشير التحوّلات الحاصلة في مواقف القوى الدولية والإقليمية من دور بشار الأسد في المرحلة الانتقالية إلى وجود طرح روسي متماسك، ومغر في الوقت نفسه، والواضح أن ثمة قناعة، إلى حد ما، بهذا الطرح من هذه الأطراف، وثمة توجّه في إعطائه فرصة لترجمته في الواقع.
إذا اتبعنا مبدأ حسن النية في تفسير هذه الحالة، فإنه يمكن استخدام حزمة من العناصر تصلح لفهم الطرح الروسي، واكتشاف مضامينه على اعتبار أنّها عناصر واقعية، يمكن الانطلاق منها، والبناء عليها:
- تقوم أهم مرتكزات الطرح الروسي على أن الحاجة لوجود الأسد في المرحلة المقبلة تفرضها طبيعة توازنات القوة في سورية، بالإضافة إلى وقائع اجتماعية وسياسية حاكمة، إذ لا يمكن إقناع البيئة الموالية له بتنازل من هذا الحجم، في وقت ترى فيه تلك البيئة أنها تخوض معركة مصيرية وجودية، وليس مجرد صراع سياسي. وبالتالي، فإن تغيّرات بحجم إزاحة فورية للأسد لن تكون مساعدة على الدخول في العملية السياسية.
تتابعون أيضاً في جولة الصحافة، بوتين "السوري" لن ينجح من دون أميركا، لسركيس نعوم في النهار، «لعبة بوتين» لا تعطي أولويّة للشعب السوري، لرائد جبر في الحياة.