تحت عنوان "أوباما يودّع سورية... وبوتين يتلقفها"، كتب حسان حيدر في الحياة: "يبدأ الكاتب واصفا الرئيس الأمريكي باراك أوباما جالساً على مقعده في القطار الذي يتهيأ لمغادرة محطة الشرق الأوسط خلال لحظات، وهو ينظر عبر زجاج النافذة إلى الرصيف حيث بدأ مودعوه في تناتش الحقائب التي لم يستطع أن يحملها معه، من دون أن ينتظروا انطلاق قطاره حتى، وبين الواقفين المتلهفين على رصيف المحطة أقوياء مثل بوتين وخامنئي اللذين يتلطى خلفهما بشار الأسد وحيدر العبادي، وآخرون أقل قوة مثل البغدادي والجولاني، يليهم اردوغان وبعض العرب والاوروبيين ومقتنصي الفرص، ومتفرجون شامتون يتقدمهم نتانياهو."
تلك هي الصورة التي توحي بها التطورات في سورية من وجهة نظر الكاتب، حيث يلملم الأميركيون خططهم واقتراحاتهم ومواقفهم وينسحبون من الساحة، فيما يباشر الروس تحركاً منسقاً مع الايرانيين يقوم على انخراط عسكري واسع هدفه منع نظام حليفهم الأسد من الانهيار ومده بعوامل الصمود في جمهوريته المصغرة، وفرضه طرفاً معترفاً به في ما يسمونه "الحرب على الإرهاب".
لكن بوتين لم يكن ليقدم على خطوته التصعيدية لو لم يوفر له الأميركيون بأنفسهم الذريعة التي يحسن استغلالها لمصلحته، عندما أصروا على أولوية المعركة ضد "داعش" وركزوا جهدهم الحربي، أو ما تبقى منه، في شن غارات على التنظيم تبين عدم نجاعتها، وركزوا جهدهم الديبلوماسي على إقناع حلفائهم وأصدقائهم بصواب خيارهم. وأيضاً لأنه يعرف ان واشنطن ستكتفي بالإدانات والاستنكارات الشفوية ولن تفعل شيئاً لوقفه، تماماً مثلما خبر موقفها في أوكرانيا من قبل.
يفترض الكاتب ان موسكو اعتبرت ان الأميركيين خدعوها في مجلس الأمن في ليبيا يتعجل الرئيس الأميركي إنهاء دور بلاده كقوة عسكرية في المنطقة، مع حرصه على بقائها بائعاً للتكنولوجيا والمشاريع، تاركاً شعوبها تواجه مصائرها وحدها في مواجهة الطغاة والملالي والمتطرفين، بعدما ساعد على توريطها بأحلام التغيير.
وأبعدوها على الأرض. وكأن بوتين يقول إن ما يحصل في سوريا هو "رد رجْلٍ" لأوباما، لكن الفارق هنا ان الأميركيين هم الذين قرروا الرحيل من تلقائهم.
وفي جولة الصجافة اليوم أيضاً: مقال بعنوان "في التعقيد السوري" لـ سمير الزبن في العربي الجديد، وكتب سامر ضاحي "دي ميستورا.. والمبادرة الموءودة" في صحيفة الوطن.