تحت عنوان "مصالحة مع محور الشر"، كتب سامح راشد في العربي الجديد: "سنوات طويلة، كان التوتر والخلاف قوام العلاقة بين القوى الكبرى في العالم ودول مثل كوبا وإيران وسورية وكوريا الشمالية. وتعدّت الاتهامات والأوصاف التي أطلقتها الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، تلك الدول الأربع. فهي تارة دول "مارقة"، وتارة أخرى "محور الشر"، وفي كل الأوقات كانت متهمة برعاية الإرهاب ونشره في مناطق مختلفة من العالم. فضلاً عن سياساتها القمعية الشمولية تجاه شعوبها.
ولم ينجح الغرب، ولا ما يسمى المجتمع الدولي (ممثلاً في الأمم المتحدة)، في تغيير سياسات تلك الدول، بفضل دعم ومساندة أطراف دولية أخرى، في مقدمتها الصين وروسيا. ولأن أدوات الضغط والإرغام ذات جدوى محدودة، سواء كانت عقوبات اقتصادية أو عزلة دبلوماسية. الجديد أن الغرب بدأ هو الذي يتقرب إلى تلك الدول، فيما يبدو اعترافاً بإخفاق سياسة العداء والضغط السابقة، وبأن مرور الوقت مع التمسك بالسياسات والمواقف العدائية نفسها نتيجته الوحيدة لم تكن سوى مزيد من التنامي في قوة تلك الدول وأدوارها."
ويوضح الكاتب: " والدليل أن العقوبات لم توقف البرنامج النووي الإيراني، إذ نجحت طهران في تسيير اقتصادها تحت سقف العقوبات، مع اختراق ذلك السقف، أحياناً، بمساعدة بكين وموسكو، ودول مجاورة لها. وتمكنت أيضًاً من الاستمرار في برنامجها النووي، حتى لم يعد يفصلها عن امتلاك رأس نووي سوى اتخاذ القرار وبعض الوقت لتنفيذه."
ويضيف: "على النمط نفسه، لم تنجح عزلة شاملة وعقوبات صارمة استمرت عقوداً، في إسقاط كاسترو (ثم شقيقه) أو تجبره على تغيير سياسات كوبا. بل على العكس، تمكّنت هافانا من إجبار واشنطن على التراجع، أخيراً، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما ورفع العقوبات."
وبعد أربع سنوات من الحرب بالوكالة، لم يسقط نظام بشار الأسد، ولم تنجح فصائل المعارضة السورية في إحكام السيطرة على امتداد الأراضي السورية، بفضل دعم إيراني روسي شامل وعميق. بينما اكتفت واشنطن والدول الغربية، طوال السنوات الأربع، بالعمل ضد النظام السوري سياسياً وإعلامياً، من دون تحرك فعلي مؤثر. بل إن فكرة تسليح قوات المعارضة وتدريبها استغرقت ثلاث سنوات، قبل تطبيقها بصورة جزئية غير فعالة."
ويختم بالقول: "انقلاب الغرب على مواقفه وسياساته السابقة، والتكالب على مصالحة دول كان يعتبرها "مارقة" و"إرهابية" واسترضائها، يبعث رسالة خاطئة أخلاقياً واقعية سياسياً. ويشجع أي نظام حكم على تحدّي شعبه والعالم، ما دام قادراً على البقاء، بدعم حلفائه وتخاذل أعدائه".
وفي جولة الصحافة أيضاً: كتب جورج سمعان في الحياة مقالاً بعنوان "العسكرة الروسية في سورية سلاح بوتين الأخير؟"، ومقال علي يردى "يبقى الأسد وتنتهي سوريا" في صحيفة النهار.