لم يكن ينقص مسألة اللجوء السوري من تحليلات و"فلسفات" إلا أن يعتبر أحد الإعلاميين "البارزين" أنها أوضحت "سقوط معظم دول أوروبا ووقوفها عارية أمام العالم، متجردة من إنسانيتها متمسكة بحقيقتها العنصرية الصليبية" (...). فإقحام المسألة الدينية في كل شاردة وواردة هو الأنسب بحمل كل السطحية والغوغائية والجهل. واستعمال التعابير الرنانة والرموز التاريخية تعلمناه في مدارس التلقين، فالأجدر بنا أن نجترّه في حيواتنا المهنية، علّه يجلب لنا بعضاً من الاعتراف والتمجيد. صدمت هذه العبارة كثيرين، ليس فقط لعنصرية صياغتها وحمولتها الزائدة من الكراهية والتحريض، ولكن، وخصوصاً، لتناقضها الوقح والصريح مع الوقائع.
لكن السفسطة الافتراضية، وما تحمله من معانٍ مؤسفة، كما الثناء الذي تحصل عليه من آلاف من المتابعين المأخوذين بمثل هذه الترّهات، لا يجب أن تحجب ضرورة الملاحظة السوسيولوجية المبنية على تجارب تاريخية ووقائع اقتصادية وأبعاد سياسية.
تتابعون أيضاً: "بطل غروزني" في بلادنا، لعمر قدور في الحياة، وإيران وروسيا: وحدة وتناقض الهدف في سوريا، لفايز سارة في الشرق الأوسط.