كتب أكرم البني.. في السؤال عن أوجاعنا!

كتب أكرم البني.. في السؤال عن أوجاعنا!
سوريا في المانشيت | 05 سبتمبر 2015

«هي الناجية الوحيدة»، والقصد طفلة سورية لا تتجاوز العشرة أعوام تلملم نفسها فوق رمال الشاطئ اليوناني، تجهش بالبكاء وتلحّ في السؤال عن مصير أمها وأخوتها، كأنها تستجدي الجميع للبحث عنهم! ولا تحتاج الى كبير عناء كي تكتشف من الرؤوس المطرقة والواجمة، أن من تسأل عنهم باتوا كغيرهم في عداد المفقودين أو طعاماً لحيتان البحر أو جثثاً هامدة على الشاطئ، ربما كحالة الطفل الوديع، آلان الكردي، الذي لفظه البحر ووجهه منكب على الرمال كأنه يرفض وداع عالم جاحد، تركه فريسة لوحوش العنف والأمواج الهائجة، ولن ينفع هنا لشحن الروح الإنسانية تسليط الضوء على محاولة أحدهم إحاطة كتفي تلك الطفلة بغطاء يقيها البرد!.

«غالبيتهم من السوريين»، هي عبارة بسيطة وموجعة تحدّد جنسية ضحايا شاحنة التهريب التي اكتُشفت على حدود النمسا مع هنغاريا، ولا يضير لإثارة المزيد من الألم والحزن، الإشارة الى وجود أطفال ونساء بينهم، أخفى التعفّن والتفسّخ ملامح وجوههم! فما ذنب هؤلاء؟! وأي مصير ينتظر سواهم؟! وهل الحل في اجتماعات يخصّصها قادة الأمم لتخفيف معاناة الهاربين من أتون العنف، أم التهليل للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نتيجة تعاطفها اللافت مع السوريين وما اتخذته من إجراءات تسهّل لجوءهم، أم الامتنان لتجمعات أهلية شهدتها برلين وفيينا وستوكهولم تدين هذا الاستهتار الأوروبي وترحّب بقدوم اللاجئين السوريين الى أراضيها؟!.

وفي جولة الصحافة أيضاً: صوت الموت السوري، لرشا عمران في العربي الجديد، وعاصفة اللجوء وتوابعها، لعدنان الحسين في المدى.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق