روليت طالبة جامعية عشرينية لطيفة جميلة تنشر الفرح بكل مكان، لم يحتمل الأمن السوري ضحكاتها فاعتقلها في فرع الأمن العسكري رقم "227"، لا لسبب سوى لأنها تحمل في حقيبتها بعض العبارات المطالبة بالحرية، تعرضت خلال اعتقالها للضرب المبرح لدرجة لم تعد ترى لون جسدها الحقيقي، كما تقول، لكنها احتملت كل هذا وكانت سعيدة حين أخبرتها زميلاتها أن لا اغتصاب في هذا الفرع.
روليت أخبرتنا أيضاً أن مايشغل بال المعتقلات في البداية أمران أولهما العائلة، بماذا يفكرون؟ كيف سيعرفون مكاني؟ من المؤكد هم قلقون؟ وأسئلة كثيرة من هذا النوع تراود المعتقلة، والأمر الثاني هو سير التحقيق، ماذا ستقول للمحقق؟ ومحاولتها أن تحفظ ما تقول لأنه سيعيد الأسئلة بشكل مختلف.
وبرغم الألم، تروي روليت، فإن المعتقلات يحاولن بث الأمل سواء من خلال التسالي أو قراءة كتب أوأفلام مرات ومرات دون ملل، لوجود متسع من الوقت، وتصبح بسكوتة صغيرة أو سندويشة حلماً في المعتقل.
بالنسبة لروليت فإن أقسى شيء تعرضت له كان احساسها بالعجز، أمام أصوات الموت والعذاب التي لا تنتهي من المعتقلين الرجال والتي لا تحتمل، وطول الاعتقال، أمور أوصلتها لمرحلة حاولت فيها الانتحار مرات عدة.
وعلى عكس مايراد لها، لم توقف روليت نشاطها في المعتقل، وعملت على تنظيم إضرابات للحصول على بعض المطالب لها ولصديقاتها، وبرغم من خروجها بالسجن لم تستطع أن تنسى تلك اللحظات، وهي اليوم تقوم بتوثيق حالات المعتقلات والمعتقلين لأنهم قضيتها الأولى.
المزيد عن روليت ومشاهداتها في المعتقل، تعرفونها بالاستماع لـ"عتم الزنزانة".