مشفى "يوسف العظمة" أو مشفى "المزة العسكري" أو مشفى "601"، كلها نفس التسمية لما يعرف بكونه المسلخ الأول بدمشق، والذي يتبع إدارياً لوزارة الدفاع، ينقل له المصابين العسكريين والمعتقلين من الأفرع، كذلك يتم تجميع الجثث فيه ومن ثم ترحيلها الى مكان مجهول.
نُقل ضيفنا مازن حمادة، المعتقل السابق، إلى المشفى نتيجة تردي وضعه الصحي، ونقل لنا ما شاهده، يبدأ الضرب بسيارة الإسعاف ويستقبل الممرضون المعتقلين بالضرب المبرح بكل ما هو متاح أمامهم، لا يوجد دواء، كل ثلاثة أو أربعة مصابين على سرير واحد، ومقيدين ومطمشي الأعين، وروى كيف فقد وعيه عند خروجه إلى الحمام ورؤيته الجثث في كل مكان.
عزرائيل وأبو شاكوش هي ألقاب لأشخاص مهمتهم التخلص على المرضى بعد الساعة الثانية عشرة، عندما يأتون لإعطاء الدواء للمرضى، كما أخبرنا مازن.
وتابع: " قام السجانون بضرب أحد المصابين بعد أن أخبروه أن المحكمة الإلهية حكمت عليه بالموت، وهو شاب من القنيطرة يعيش في سقبا بالغوطة أسمر البشرة كان قد تعرض للتعذيب الشديد لدرجة سلخ جلده في فرع الجوية بالمزة"
وعن كيف تحول المشفى إلى مكان أبشع من الأفرع الأمنية، سيخبرنا مازن بالمزيد بحلقة اليوم من "عتم الزنزانة".