المسرح الغنائي هو عبارة عن عرض مسرحي يتخلله عدد من الأغاتي والأناشيد التي من شأنها أن تدعم فكرة العرض أو تكون الفكرة بشكل عام وتؤدي إلى تحقيق الغرض والهدف من هذا العرض، والمسرح الغنائي جنس فني مركب نشأ فى الغرب، له خصائصه ومقوماته ويتوسل بلغة فنية مركبة - تتألف من الشعر والموسيقى والرقص والتمثيل - فى التعبير عن أحداثه، أي أن المسرح الغنائي هو مسرح شامل بمعنى آخر.
تاريخ المسرح الغنائي:
المتأمل فى تاريخ الدراما عبر العصور المختلفة يلاحظ ارتباط الدراما المسرحية بالموسيقى والغناء والرقص طوال تاريخ المسرح، فخذ مثلاً التراجيديا اليونانية القديمة فكان الجزء الخاص بالكورال يؤدى بمصاحبة الموسيقى والغناء والرقص، خذ كذلك فن الأوبرا الذى بدأ فى إيطاليا مع أوائل القرن السابع عشر فكان ميلاده نتاج محاولات عديدة لإحياء مبادئ التأليف الموسيقى للدراما الإغريقية، أما أشكال التسلية والمسرحيات الهزلية الساخرة التى عرفناها فى القرن التاسع عشر كالفودفيل "vaudeville" والبرليسك "Burlesque" فكان للموسيقى والغناء والرقص فيها دور أساسي.
عربياً أيضاً ؟
تميز في الفن المسرحي الغنائي مسرح سيد درويش الذي أحيا المسرح المصري بعروضه الغنائية والمونولوجات المقدمة كذلك مسرح الرحابنة في لبنان وسوريا حيث كانت فيروز تغني عدداً كبيراً من الأغاني في عرض مسرحي حتى يطغى الغناء على الجو المسرحي العام بدليل أن أغاني فيروز المسرحية فصلت عن الجو العام المسرحي ولم تتأثر فهي مواضيع موحدة ومعالجة من كافة الجوانب.
ميزات الغناء في المسرح:
الدراما المسرحية و الغناء والرقص هذه الفنون جميعها فنون أدائية مما يجعل بينها تقارب طبيعى يتيح مساحة للارتباط الفني، بالإضافة إلى أن الغناء والرقص يلاقيان إعجاباً شعبياً واسعاً لما يحققاه من متعة وتسلية وترفيه على أعلى مستوى، خاصة مع استجابتهما للإيقاعات المتنوعة، فالغناء يؤثر فى المشاعر والأحاسيس خاصة إذا كان صادر عن مطرب محبوب يملك صوتاً وشخصية آسرين، وأضف على قدرتها على التسلية والترفيه أن للرقص والغناء قدرة كبيرة على إيصال قدر كبير من المشاعر، "فى اللغة هناك أفكار ومشاعر لا يمكن التعبير عنها بكفاءة بلغة الحياة اليومية ولهذا نتجه إلى الشعر، وبنفس الطريقة هناك تعبيرات عن الجمال والمعاناة والأمور الروحية يمكن توصيلها بصورة أفضل عن طريق الموسيقى الصوتية والآلاتية وعن طريق الرقص"
أنواع المسرح الغنائي:
تنوعت صور المسرح الغنائى الغربى وتعددت أنواعه بين الأوبرا، والأوبريت، والكوميديا الموسيقية، وغيرها من أنماط وأشكال المسرحية الغنائية، والمسرح الغنائي الكردي غير موجود بشكل واضح ماعدا الوحات الغنائية القصيرة التي كانت تقدم خلال احتفاليات نوروز وكذلك بعد الثورة السورية احييت مهرجانات للمسرح الكردي في هذه السنة حوت عرض أوبريت باسم قلعة كوباني تضمت غناء وتمثيل ورقص.