مشهد صغير من بلدي سوريا

مشهد صغير من بلدي سوريا
سوشلها | 28 يوليو 2015

كتب الشاعر "عارف حمزة" على صفحته في فيسبوك : "مشهد صغير من بلدي سوريا: جاؤوا في شاحنات كبيرة، قاطرة ومقطورة، أولئك الفقراء من ريف حلب. من جرابلس وتل رفعت وعندان والسفيرة ودارة عزة واخترين وإعزاز ومارع... نساء وأطفال ارتجّت أجسادهم لست ساعات كي يعثروا على ريف فقير مثل ريفهم...أخطأ صديقي عندما قال لفوج منهم: الحمد لله على سلامتكم يا جماعة، فالتفتت إليه امرأة مسنّة بعينين لا بياض فيهما وقالت: سلامة شو يا ابني؟ سلامة شو؟ ... الناس اللي انت شايفها ماتت.
الجيران كانوا قد قاموا بواجبهم في رمي المتاع القليل للعائلة خارج القبو، بينما تمددّت الفتيات الصغيرات متناثرات على الكنبايات في بيت أختي، التي تسكن في الطابق الأول. ولأوّل مرّة في حياتي رأيت عشر عيون جميلة دفعة واحدة وقد انكسرت".
أما الإعلامي "توفيق حلاق" كتب على صفحته في فيسبوك : "كان مضيفنا صديقي عبدو نجيب وزوجته الرائعة وأبناؤه وبناته في منطقة حزة التي تتبع مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية الدمشقية، وكنا عائلتي وعائلات من أصدقائنا الآخرين، نقضي بعض أيام الجمع في أحضان طبيعة خلابة نهضت فيها أنواع شجر الفواكه ومساكب من الباذنجان والكوسا والفول والبقدونس والكزبرة، وكانت سيدة البيت تتفنن في طبخ الفول المقلي بالكزبرة ومقالي الباذنجان والكوسا. في إحدى زيارتنا انضمت إلينا عائلة مؤلفة من أم وبناتها قدمها لنا عبدو على أنها قريبة له تعيش في أمريكا وهي تزور بلدها كل عام . حدثتنا السيدة عن لهفتها على بلدها وعشقها لها وأمنينها في العودة قريبا ، وقالت : لولا دراسة البنات لبقيت هنا الآن . كنا ننظر إليها غير مصدقين كلامها !! كيف يمكن لأناس يعيشون في أمريكا أن يفكروا بالعودة مجرد تفكير إلى سوريا ؟ اليوم أصدق تلك السيدة بعدما مضى على وجودي في أمريكا ثلاث سنوات ، وأعرف قيمة تلك الصداقة التي أفتقدها الآن وذلك الطقس من العلاقات الطيبة الذي لامثيل له حتى لو صعدت إلى قمة ناطحة سحاب أو قضيت يومك في مدينة ديزني أو جلست قبالة البيت الأبيض ، أو على ضفة الميسيسبي. إنه الوطن الذي يتغلغل في الأعصاب ولا يرحل عنك مهما حاولت".
المزيد من العناوين والأخبار السورية ع مواقع التواصل الإجتماعي إضافة لفيديو سوري اخترناه من اليوتيوب بحلقة "كوم أخبار" لهالأسبوع.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق