الديالوغ الغنائي أو الديو، أحد أنواع الغناء الجميلة، والتي تتكون من غناء فنانين اثنين أو أكثر، ويتميز بالانسجام في الكلام والأداء واللحن والصّوت.
يحمل الديو عادةً، رسالةً فنيّة تكون إمّا وطنيّةً أو إنسانيّة، ويستسيغها المستمع ويُعجب بها لأنّها تبعده عن التقليديّة والاعتياديّة الفنيّة، كالاستماع إلى شخصٍ واحد فقط، مايجعله عملاً مميّزًا ومطلوباً بشدّة من قبل الفنّانين والمستمعين، ويقرّب بين الأجيال وخاصّةً إن كان المطربان من مرحلةٍ عمريّةٍ مختلفة.
يلجأ العديد من الفنّانين إلى الديو باعتباره سيجلب لهم شهرةً واسعة، لأنّهم سيغنّون بجانب فنّانٍ آخر من العمالقة، لكن بعض الفنّانين فشلوا حين لجأوا إلى الديو وذلك لأنّهم استسهلوا الأمر، وغنّوا كلماتٍ وجملٍ غير مترابطة أو متناسقة، ممّا أدّى إلى تراجعهم وتشويههم للفكرة الحقيقيّة الّتي يعتمد عليها الديو.
انتشرت ظاهرة الديو الغنائيّ المصوّر في الأفلام السينمائيّة قبل ظهور (الفيديو كليب)، وتتصدّر الفنّانة المعتزلة شادية، قائمة الفنّانات اللواتي شاركن أصواتاً رجّالية في الغناء لعمل الدويتو، وقد حصلت شادية على رقمٍ قياسيّ في عدد الثنائيّات الغنائيّة الّتي قدّمتها للجمهور، وتفوّقت بذلك على الرّاحلة الفنّانة ليلى مراد الّتي اشتُهرت في غناء الثنائيّات النّاجحة والمشهورة.
نجوم الزّمن الجميل حرصوا كلّ الحرص على إظهار هذا الفن ويتبيّن ذلك عند النّجمين الكبيرين فريد الأطرش وشادية في أغنيتهما (يا سلام على حبّي وحبّك).
وانتشر أسلوب الديو مؤخراً بالموسيقى الكردية، وظهرت مجموعة من هذه الثنائيات الكردية المشغولة بعناية بالغة من ناحية الصورة «فيديو كليب»، ومن ناحية الأداء والكلمات والموسيقى، كالدويتو الذي جمع بين شَيْدا ودِيلْبَر، وبين بِلِند ابراهيم وملك روجهات، وبين خليل غمكين وفاتيه، وصولا الى الدويتو الذي يجمع بين نظام الدين آريج ومزكين طاهر والتي تتغنى بالثورة السورية.. وغيرها الكثير من الثنائيات التي تستعيد الى الأذهان دويتو كردي قديم جمع بين شفان وكليستان في الأغنية الفلكلورية المعروفة «زملبل فروش».
ما يميز هذه الثنائيات الكردية الجديدة هي كلماتها التي تحفر عميقاً في الوجدان، فهي لا تقتصر على قصص الحب والغرام، بل تذهب إلى أبعد من ذلك لتتحدث عن الأوطان والمنافي، وعن مشاعر الفقد والحنين، وعن الآلام والآمال والأحلام .